للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيصبح هذا القلب مطموسًا منكوسًا مختومًا عليه لا ينتفع به صاحبه بسبب أنه أعرض عن الحق ورضي بالباطل فصار الباطل غذاءه. والضلال طريقه والجحيم مصيره نعوذ بالله من الخذلان.

وأما أسباب مرض القلوب فمنها أكل الحرام فإن المطعم الخبيث يغذي تغذية خبيثة. قال - صلى الله عليه وسلم - في الذي يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. وما أكثر أكل الحرام في وقتنا هذا مما سبب مرض القلوب وفساد التصرفات وانحطاط الأخلاق كما ترون ذلك ظاهرًا في مجتمعنا.

ومن أسباب مرض القلوب فعل المعاصي فإن المعاصي تؤثر في القلوب وتمرضها قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين١٤] .

وقد ورد في الحديث أن العبد إذا أذنب ذنبًا نكت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب صقلت تلك النكتة وإلا تزايدت وعظم خطرها على القلب. ومن أسباب مرض القلوب استماع ما لا يجوز استماعه من الكلام المحرم. واستماع الملاهي من الأغاني والمزامير وقد كثر هذا البلاء في هذا الزمان وتنوعت مفاسده وتعددت طرق ترويجه بيننا في الإذاعات والتلفاز والأشرطة. فظهر أثر هذا السماع المحرم فأفسد سلوك كثير من النساء والصبيان بل وكثير من الرجال. فالأغاني من أكبر ما تطرق به إبليس إلى فساد القلوب وقد فسر قوله تعالى لإبليس {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} [الإسراء: ٦٤] . بأن المراد بصوته الغناء. ومفاسد الغناء كثيرة لا يتسع هذا المقام لشرحها وقد بينها العلماء في كتبهم وشخصوها فعلى المسلم أن يراجع تلك الكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>