خصوصًا ما كتبه شمس الدين ابن القيم في إغاثة اللهفان ليعرف إلى أي مدى تنتهي تلك الأغاني بأصحابها.
ومن أسباب مرض القلوب النظر المحرم - قال - صلى الله عليه وسلم - «النظر سهم مسموم من سهام إبليس» . وقال تعالى:{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}[النور: ٣١] . فالنظرة المحرمة تورث شهوة في القلب تمرضه. ومن أسباب مرض القلوب مطالعة الكتب الفاسدة التي انتشرت في هذا الزمان فشغلت كثيرًا من الناس عن مطالعة الكتب النافعة وكذلك مطالعة الصحف والمجلات الخليعة وما أكثرها في أسواقنا وبيوتنا ومكاتبنا وقد رتع فيها الناس رجالاً ونساء وأطفالاً ... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عباد الله: إنه لا شفاء لأمراض القلوب إلا بالدواء الذي أنزله الله في كتابه وسنة نبيه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ}[يونس: ٥٧] . وقال تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء: ٨٢] . {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}[فصلت: ٤٤] . فأقبلوا على كتاب الله وسنة رسوله لتداووا قلوبكم منهما ففيهما الشفاء والرحمة. وفيهما النور والهداية. وفيهما الروح والحياة. وفيهما العصمة من الشيطان ووساوسه. وليأخذ كل منا بنفسه فيبعدها عن مواطن الفتن ويقطع عنها وسائل الشر. وكذلك أبعدوا أولادكم وبيوتكم عن وسائل الشر ودواعي الفساد إن كنتم تريدون الشفاء لقلوبكم والخير لمجتمعكم وأكثروا من هذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا مقلب