للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة: ١٠٥] . وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} [البقرة: ١٠٩] . وقال تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} [النساء: ٨٩] . وقال تعالى: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: ٢] . إلى غير ذلك من الآيات التي تحذر من وضع الثقة بالكفار وتبين مكائدهم. فما زال الكفار منذ بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزول القرآن يخططون للقضاء على الإسلام والمسلمين {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَاّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: ٣٢] . فهم تارة يحاولون القضاء على الإسلام بالغزو المسلح. وتارية ببث الدسائس في صفوف المسلمين. وتارة بالمكر والخديعة وإظهار النصح والصداقة وهكذا كلما عجزوا من باب جاءوا من باب آخر وإذا لم يتمكنوا من إنزال الضرر بجماعة المسلمين حاولوا إنزاله بأفرادهم. هذا وديننا واضح كل الوضوح ببيان مكائدهم وفضح دسائسهم. لكن قد يصيبون من المسلمين غرة ويهتبلون منهم غفلة فيقذفون سمومهم في جسم الأمة الإسلامية فإذا تنبه المسلمون لهم ورجعوا إلى دينهم رد الله كيدهم في نحورهم وكفى المسلمين شرهم.

أيها المسلمون: وإن كيد الكفار للمسلمين في هذا الزمان قد تزايد. وتأثيرهم عليهم قد تضاعف نتيجة لغفلة المسلمين عنهم وتساهلهم في شأنهم ووضع الثقة فيهم.

وهذا مصداق ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها. قالوا أمن قلة نحن يا رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>