للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال لا. أنتم يومئذ كثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل» ومن تمام الابتلاء ما أُعطيّ الكفار في زماننا هذا من مهارة في الاختراع والصناعة ومعرفة بنظام الحياة الدنيا مما حرم منه المسلمون نتيجة لتكاسلهم وتفككهم مع أن الأجدر أن يكون المسلمون هم السابقين في كل مجال لأن دينهم يأمرهم بذلك ويريد منهم أن يكونوا هم القادة ويكون الكفار تابعين لهم –كما كان أسلافهم كذلك. لكن حينما تخلى المسلمون عن مكانتهم في العالم وضيعوا دينهم ضاعوا وصاروا عالة على الكفار في كل شيء. فانتهز الكفار حاجة المسلمين إليهم فصاروا لا يعطونهم شيئًا مما بأيديهم إلا بدفع الثمن غاليًا من دينهم وأموالهم وأوطانهم. وصار المسلمون يدفعون أولادهم إلى بلاد الكفار ليكسبوا من خبراتهم ويتعلموا في مدارسهم ما به يدفعون حاجة بلادهم في مجال الصناعة والتنظيم. هذا قصد المسلمين من إرسال أولادهم إلى الكفار. ولكن الكفار لهم مقصد يخالف قصد المسلمين من إرسال أولادهم إلى الكفار. وهو إفساد أولاد المسلمين وسلخهم من دينهم وتلقينهم الإلحاد والزندقة وإغراقهم في الشهوات المحرمة. حتى يرجع كثير منهم إلى بلادهم بلا دين ولا خلق. وبالتالي بلا تعلم مفيد –وهذا ما يريده الكفار بالمسلمين يريدون أن يبقوا بحاجة إليهم دائمًا ويريدون أن يفسدوا أولاد المسلمين حتى يصبحوا حربة في نحور المسلمين- وقد سنحت لهم الفرصة.

وصدق الله العظيم {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران: ١١٨] . كم أرسل المسلمون أولادهم الأفواج تلو الأفواج فماذا استفادوا من تلك البعثات – لقد خسروا أولادهم ولم تسدد حاجتهم ولم يستغنوا عن الكفار ... أيها المسلمون: والأدهى من ذلك أن بعض المسلمين قد بلغ من

<<  <  ج: ص:  >  >>