وأكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبًا من ذكر الله ويزيل قسوة القلب وما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل ذكره ويوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر ومجالس الذكر مجالس الملائكة ورياض الجنة وجميع الأعمال إنما شرعت لإقامة ذكر الله. وأفضل كل عامل أكثرهم لله ذكرًا وإدامة الذكر تنوب مناب كثير من الطاعات البدنية والمالية والمركبة منهما وهو يعين على طاعة الله ويسهل كل صعب وييسر الأمور ويعطي الذاكر قوة في قلبه وبدنه والذاكرون أسبق العمال وهو سد بين العبد وبين نار جهنم وتستغفر الملائكة للذاكر وتتباهى الجبال وبقاع الأرض بمن يذكر الله عليها وتشهد له، والذكر أمان من النفاق، ويدخل في ذكر الله ذكر أسمائه وصفاته والثناء عليه بهما وتنزيهه عما لا يليق به، والخبر عن أحكام ذلك وذكر أمره ونهيه، ويكون الذكر بالقلب واللسان وهو الأكمل ثم القلب وحده ثم اللسان وحده.
٣٩) وأفضل أنواع الذكر القرآن، ثم الذكر والثناء على الله، ثم أنواع الأدعية.
٤٠) وأسماء الله تتضمن صفاته ليست أعلامًا محضة وهو مستحق للكمال المطلق لأنه واجب الوجود بنفسه يمتنع العدم عليه ويمتنع أن يكون مفتقرًا إلى غيره بوجه من الوجوه إذ لو افتقر إلى غيره بوجه من الوجوه لكان مفتقرًا إلى ذلك الغير، والحاجة إما إلى حصول كمال له وإما إلى دفع ما ينقص كماله، ومن أحتاج في شيء من كماله إلى غيره لم يكن كماله موجودًا بنفسه بل بذلك الغير، وهو بدون ذلك الكمال ناقص، والناقص لا يكون واجبًا بنفسه بل ممكنًا مفتقرًا إلى غيره.
٤١) فأي شيء اعتبرته من العالم وجدته مفتقرًا إلى شيء آخر من