(٨) لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله وتوقعك في القنوط من رحمته فإن من عرف ربه وكرمه وجوده استصغر في جنب كرمه وعفوه ذنبه. وقال الله جل وعلا:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر: ٥٣] .
(٩) لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك جوده وكرمه وفضله. وبعبارة أخرى لا كبيرة مع التوبة والندم والاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار وعدم التوبة والاستغفار.
(١٠) من لم يشكر الله على ما تفضل به من النعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها ووعد بالمزيد.
(١١) خَفْ من وجود إحسان الله إليك مع وجود إساءتك معه، أن يكون ذالك استدراجًا. قال تعالى:{سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[الأعراف: ١٨٢] .
(١٢) الرجاء ما قارنه عمل، وإلا فهو أمنية إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه.
(١٣) متى أعطاك فقد أشهدك بره وإحسانه، ومتى منعك أشهدك حكمته وقهره، فهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك.
(١٤) نعمتان ما خرج موجود عنهما، ولا بد بكل مكون منهما، نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد أنعم عليك أولاً بالإيجاد وثانيًا بتوالي الإمداد.
(١٥) خير أوقاتك وقت تعمل فيه بطاعة الله وتشهد فيه وجود فاقتك