للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بخلاف ذلك فإنه في حق المخلوقين قال ابن القيم رحمه الله:

وَلَهُ العُلو من الوُجُوه جَمِيعَهَا ... ذاتًا وَقَدرًا مَعْ عُلُو الشَّانِ

والمعية تنقسم قسمين: عامة تأتي في سياق التخويف والتحذير والتراغيب والترهيب وتقدمت الآيات للعامة والخاصة والمعية الخاصة بالمحسنين والمتقين والصابرين والصادقين ونحوهم وهذه تتضمن محبتهم وتوفيقهم وكلاءتهم وإعانتهم فحيث وقعت في سياق التحذير والتخويف والترهيب فهي من النوع الأول.

(٤٩) ومن ذلك النهي في كثير من الآيات عن موالات الكفار وعن موادتهم وفي بعض الآيات الأمر بالإحسان إلى من له حق على الإنسان منهم ومصاحبته بالمعروف كالوالدين والجار ونحوهم فالآيات العامة من الطرفين قد وضحها الله في قوله {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: ٨] . {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: ٩] . فالنهي واقع على التولي والأمر بالإحسان والبر واقع على الإحسان لأجل القرابة والجيرة، ومن ذلك أنه أخبر أنه خلق الأرض ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، وفي آية أخرى لما أخبر عن خلق السموات أخبر أن الأرض بعد ذلك دحاها، فهذه الآية تفسر المراد وأن خلق الأرض متقدم على السموات ثم بعد خلق السموات دحا الأرض فأودع فيها جميع المصالح التي يحتاج إليها سكانها.

(٥٠) ومن ذلك أنه تعالى أخبر أنه بكل شيء عليم وأخبر تارة بتعلق

<<  <  ج: ص:  >  >>