للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤٧) ومن ذلك أن الله جل وعلا أخبر في آيات كثيرة أنه لا يهدي القوم الكافرين والفاسقين والظالمين وفي آيات أخرى أنه يهديهم ويوفقهم فتعين حمل المنفيات على من حقت عليه كلمة الله. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} [يونس: ٩٦ - ٩٧] . وحمل المثبتات على من لم تحق عليهم الكلمة وإنما حقت عليهم كلمة الله بالعذاب والطرد والإبعاد على من ارتكسوا في حمأة التقليد وغرقوا في بحر الغفلة وأبوا أن يستجيبوا لداعي آيات الله الكونية والعلمية. قال الله جل وعلا: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: ٥] . {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: ١٧] . وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه.

(٤٨) ومن ذلك الإخبار في بعض الآيات أنه العلي الأعلى. قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: ٢٥٥] . وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] . وقال: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ} [غافر: ١٥] . وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:: ١٨] .

وفي آيات أخرى أخبر أنه مع العبد.

قال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: ٤] وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨] . وقال: {وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ٢٤٩] . فعلوه سبحانه أمر ثابت له وهو من لوازم ذاته ودنوه ومعيته لعباده لأنه أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد فهو سبحانه على عرشه عليٌ على خلقه ومع ذلك فهو معهم في كل أحوالهم ولا منافاة بين الأمرين لأن الله جل وعلا: ليس كمثله شيء في جميع نعوته وما يتوهم

<<  <  ج: ص:  >  >>