للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٥٤) هجر القرآن أنواع، هجر سماعه والإيمان به وهجر العمل به وهجر تحكيمة وهجر تدبره وهجر الاستشفاء به في أمراض القلوب والأبدان وكل هذا داخل في قول الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان: ٣٠] .

(٥٥) للقلب ستة مواطن يجول فيها ثلاثة سافلة دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدو يوسوس له وثلاثة عالية، علم يبين له، وعقل يرشده ورب يعبده، والقلوب جوالة في هذه المواطن.

(٥٦) إنما يجد المشقة في ترك المألوفات من تركها لغير الله فأما من تركها صادقًا مخلصًا من قلبه، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة، ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب، فإن صبر على ترك المشقة استحالت لذة، من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، والعوض أنواع مختلفة وأجل ما يعوض به الأنس بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه.

(٥٧) العبد يترقى من معرفة أفعال الله إلى الصفات ومن معرفة الصفات إلى معرفة الذات فإذا شاهد شيئًا من جمال الأفعال استدل به على جمال الصفات ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال وستر بنعوت العظمة والجلال ولهذا كان له الحمد كله من جميع الوجوه.

(٥٨) أنفع الناس لك من نفعك في دينك وحذرك من قطع وقتك في غير طاعة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>