للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان متكاسلاً عنها ومسوفًا فيها أي الأعمال الصالحة فهو من الكاذبين المتعللين بما لا يغني عنه.

لأن من أحب أن يبقى لأجل شيء وجدته في غاية الحرص عليه مخافة أن يفوته ويحال بينه وبينه.

ولا سيما والعمل الصالح محله الدنيا ولا يمكن في غيرها لأن الآخرة دار جزاء وليست بدار عمل.

فتفكر يا أخي في ذلك عسى الله أن ينفعنا وإياك واستعن بالله واصبر واجتهد وشمر وبادر بالأعمال الصالحة قبل أن يحال بينك وبينها فلا تجد إليها سبيلا.

وكن حذرًا من مفاجأة الأجل فإنك غرض للآفات وهدف منصوب لسهام المنايا وإنما رأس مالك الذي يمكنك إن وفقك الله أن تشتري به سعادة الأبد هذا العمر.

قال الله جل وعلا: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: ٣٧] . فإياك أن تنفق أوقاته وأيامه وساعاته وأنفاسه فيما لا خير فيه ولا منفعة فيطول تحسرك وندمك وحزنك بعد الموت.

إِذَا كَانَ رَأْسُ الْمَالِ عُمْركَ فَاحْتَرِزْ ... عَلَيْهِ مِن الإِنْفَاقِ فِي غَيْرِ وَاجِبٍ

قال محمد بن القاسم خادم محمد بن أسلم قال محمد بن أسلم:

مَا لِي وَلِهَذَا الْخَلْق كنت فِي صلب أبي وحدي ... ...

ثم صرت في بطن أمي وحدي ... ...

ثم دخلت الدنيا وحدي ... ...

ثم تقبض روحي وحدي ... ...

<<  <  ج: ص:  >  >>