القسم الثاني: من خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا واعترفوا بذنوبهم وهؤلاء أيضًا مصيرهم كما ذكر الله، قال الله جل وعلا وتقدس:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التوبة: ١٠٢] .
ثم أعلم أن طول العمر محبوب ومطلوب إذا كان في طاعة الله، لقوله عليه الصلاة والسلام «خيركم من طال عمره وحسن عمله» وكلما كان العمر أطول في طاعة الله، كانت الحسنات أكثر والدرجات أرفع.
وأما طوله في غير طاعة، أو في المعاصي، فهو شر وبلاء، تكثر السيئات، وتضاعف الخطيئات.
ومن زعم أنه يحب طول البقاء في الدنيا ليستكثر من الأعمال الصالحة المقربة إلى الله تعالى فإن كان مع ذلك حريصًا عليها ومشمرًا فيها ومجانبًا لما يشغل عنها من أمور الدنيا فهو بالصادقين أشبه.