للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخر: إخواني تفكروا في مصارع الذين سبقوا وتدبروا مصيرهم أين انطلقوا واعلموا أن القوم انقسموا وافترقوا قوم منهم سعدوا ومنهم قوم شقوا:

وَالمَرءُ مِثلُ هِلالُ عِنْدَ طَلعتِهِ ... يَبْدُو ضئيْلاً لَطِيْفًا ثُمَّ يَتَّسِقُ

يَزْدَاد حتَّى إِذَا مَا تَمَّ أَعْقَبهُ ... كَر الجديدين نَقْصًا ثُمَّ يَنْمَحِقُ

كَانَ الشَّبَابُ رِدَاءً قَدْ بُهجْتُ بِهِ ... فَقَدْ تَطَايْرَ مِنْهُ لِلْبَلَى خِرَقُ

عَجِبْتُ والدهْر لا تَفْنَى عَجَائبُهُ ... للرَّاكنين إلى الدُّنْيَا وَقَدْ صَدَقُوا

وَطَالمَا نُغِّصُوا بِالفَجْعِ ضَاحِيةً ... وَطَالَ بِالفَجْعِ وَالتَّنْغِيْصِ مَا طَرقُوا

دَارٌ تغرُ بها الآمالُ مُهلكةً ... وَذُو التَّجَارُبِ فِيْهَا خَائِفٌ فَرِقُ

يا لِلْرِجَالِ لَمخْدُوْعٍ بِزُخرفها ... بَعْد البَيْان ومغْرُور بها يَثقُ

أَقُولُ وَالنَّفْسُ تَدعوني لِبَاطِلِها ... أَينَ المُلوكُ مُلُوك الناسِ وَالسَّوَقُ

أَيْنَ الذينَ إلى لذَاتِهَا رَكَنُوا ... قَدْ كَانَ فِيْهَا لَهُم عَيْشُ وَمُرْتَفَقُ

أَمْسَتْ مَسَاكِنُهُم قَفْرًا مُعَطَّلَةً ... كأنَّهُم لَمْ يَكنُوا قَبْلَهَا خُلقُوا

يَا أَهْل لَذَّاتِ دَارٍ لا بَقَاء لَهَا ... إِنَّ اغْتَرَارًا بِظلٍ زَائِلٍ حُمُقُ

٣٧٨- وعن ابن السماك وقد قرأها إذا كانت الأنفاس بالعدد ولم يكن لها مدد فما أسرع أن تنفد:

تَنَبَّهْ فإِنَّ الدَّهر ذُو فَجَعَاتِ ... وَشَمْلُ جَمِيْع صَائِرٌ لِشَتَاتِ

تَخَلَّفُ مأمُوْلاتُنا وَكَأَنَّنَا ... نَسِيْرُ إِلَيْهَا لا إِلى الغَمَراتِ

هَلْ المَرْءُ فِي الدُّنْيَا الدَّنيَّةِ نَاظِرٌ ... سِوَى فَقَدْ حِبٍّ أَوْ لِقَاءِ مَماتِ

سَيُسْقَى بَنُو الدنيا كؤوسَ حُتُوفِهِم ... إلى أَنْ يَنَامُوا لا مَنَامَ سُبَاتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>