وقال بعض العلماء: اعلم أن للعالم العامل بعلمه حقيقة علامات وأمارات تفرق بينه وبين علماء اللسان المخلطين المتبعين للهوى المؤثرين للدنيا على الآخرة.
فمن علامات العالم الحقيقي الممتاز أن يكون متواضعا خائفا وجلا مشفقا من خشية الله زاهدا في الدنيا قانعا باليسير منها بعيدا عن الحسد والعجب والغيبة والنميمة والمداهنة.
ملتمسا للفقراء المتمسكين بدينهم الخالية بيوتهم من الملاهي والمنكرات الذين ليس لهم موارد ولا مساكن ليسعفهم بما يقدر عليه من مال وجاه.
ناصحا لعباد الله شفيقا عليهم رحيما بهم، آمرا بالمعروف فاعلا له وناهيا عن المنكر، ومجتنبا له ومسارعا في الخيرات ملازما.
دالاً على الخير داعيًا إلى الهدى، ذا صمتِ وتوأدة ووقار وسكينة.
حسن الأخلاق، واسع الصدر، لين الجانب، مخفوض الجناح للمؤمنين لا متكبرا ولا متجبرا ولا طامعا في الناس، ولا حريصا على الدنيا ولا مؤثرا لها على الآخرة.
ولا منهمكا بجمع المال، ولا مانعا له عن حقه، ولا فظا ولا غليظا، ولا مماريا، ولا مخاصما بالباطل، ولا سيئ الأخلاق، ولا ضيق الصدر، ولا مداهنا، ولا مخادعا، ولا غشاشا، ولا مقدما للأغنياء على الفقراء، ولا مرائيا ولا محبا للولايات.
وبالجملة فيكون متصفا بجميع ما يحثه عليه الكتاب والسنة، مؤتمرا بما يأمرانه به من الأخلاق المحمودة والأعمال الصالحة.