شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة، وأن مجالس الذكر مجالس الملائكة.
وأن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته، وأن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك وأن جميع الأعمال، إنما شرعت إقامة لذكر الله تعالى، وأن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا لله عز وجل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكر لله عز وجل.
وأن ذكر الله يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق، وأن ذكر الله يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن، وأن في الاشتغال بالذكر اشتغالا عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة واللغو، وأن عمال الآخرة كلهم في مضمار السباق والذاكرون أسبقهم في ذلك المضمار ولكن القترة والغبار يمنعان من رؤية سبقهم.
فإذا انجلى. الغبار وانكشف، رآهم الناس، وقد حازوا قصب السبق، وأن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، فإنه أخبر عن الله بأوصاف كماله ونعوت جلاله فإذا أخبر بها العبد صدقه ربه ومن صدقه الله لم يحشر مع الكاذبين ورجى له أن يحشر مع الصادقين.