لِلْقَلْبِ بِالنَّظرِ الذِي هُو وَصْفُه ... وَالعِلْمِ بالخطراتِ في الأَحْوَالِ
وَكَذا الحَياءُ مِنَ الإِلَه فَإِنَّهُ ... سَبَبٌ لَهَا بِالحِفْظِ وَالإِكْمَالِ
وَكَذَاكَ إِجْلالُ لَهُ مِنْ أنْ يَرَى ... في بَيْتِهِ المَخلوقِ لِلإِجْلَالِ
كَالحبِّ وَالتعظيمِ جَلَّ جلالُه ... تِلْكَ الخَواطِرُ تَحض بالأغلالِ
وَكَذَاكَ إِيْثَارٌ لَهُ سُبْحانَه ... وَهُو الغَنِيُّ فَجَلَّ عنْ أَمْثالِ
عَنْ أَنْ يُسَاكنَ قَلْبَكَ المَربُوبُ غَيْر ... الحُب للمعبودِ ذِي الإِفْضَالِ
فَتَظَلَّ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارًا يَأكلُ الإ ... يمانَ مِنْ حُبٍّ وَمِنْ إِجْلالِ
مَعَ كُلِّ ما فِي القَلْبِ مِنْ خَيْرٍ فَيَذْ ... هَبُ جُمْلَةً وَالعَبْدُ في إِغْفالِ
وَكَذَا مِنَ الأَسْبَابِ عِلْمُكَ إِنَّمَا ... تِلْكَ الخَوَاطِرُ غَيْرَ ذِي إِشْكَالِ
كَالحبِّ يُلْقَى لِلْطيُورِ لِصَيْدِهَا ... وَالعَبْدُ مَقْصُودًا لِذِي الأَحْبَالِ
يَصْطَادهُ الشَّيطَانُ في فَخِ الرَّدَى ... والطُّعْمُ فِيْهِ خَوَاطِرُ الإِضْلالِ
وَكَذَا مِنَ الأَسباب عِلْمُك أَنَّهَا ... وَخَواطِرِ الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ
كَالحبِّ والإِيمَانِ لَنْ يَتَلاقيَا ... في القَلْبِ إلا كَالتُّقَى الأَبْطَالِ
بَلْ إِنَّ دَاعِي الحُبِّ ثُمَّ إِنَابَة ... ضِدَّ الخَوَاطِرِ فاسْتَمِعْ لِمَقَالِ
مِنْ كلِّ وَجْهٍ وَالقِتَال فَقَائِمٌ ... حَتَّى يكونَ الضدُ ذَا إِذْلالِ
لَوْ كَانَ قَلْبُكَ ذَا حَيَاةٍ ضَرَّهُ ... أَلمُ المُصَابِ فَصَارَ ذَا إِقْبَالِ
لَكِنَّ قَلْبُكَ في البَطَالَةِ غَافِلٌ ... مَا كَانَ ذَا هَمٍّ وَذَا إِشْغَالِ
وَكَذَا مِنَ الأَسْبَابِ تَعْلمُ أَنَّها ... بَحْرٌ عَمِيْقٌ مِن بُحُورِ خَيالِ
وَالقَلبُ يَفْرَقُ بَعْدَ مَا يَدْخُلْ بِهِ ... وَيَتَيِهُ ثُمَّ بِظُلْمةِ الأَهْوَالِ
فَيَظَلُّ يَطْلُبُ لِلْخَلاصِ فَلَمْ يَجِدْ ... مِنْ ذَاكَ نَهْجًا يُنْج مِنْ أَوْبَالِ