للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَوْ مَا تَرَى أَنَّ الخَوَاطِرَ كُلَّمَا ... غَلبَتْ لِقَلبِكَ صَارَ ذَا إِذْلالِ

قَدْ أَوْرَثَتُهُ وَسَاوِسًا ذَلَّ بِهَا ... حَتَّى اغْتَدى بالغَيرِ ذُو إِشْغَالِ

عَزلَتهُ عَنْ سُلْطَانِه وَمحِلِّهِ ... عَنْ ذِي المَحَلِ المُشمَعِلِ العَالِ

وَعَليه أَفْسدَتْ الرَّعَايَا كُلَّهَا ... فالملكُ وَالسلطانُ في اضْمِحْلالِ

وَرَمَتْهُ في الأَسْرِ الطويلِ مُكَبَّلاً ... بِيَدِ الهَلاكِ يُجَرُ بِالأَغْلالِ

وَإِذَا عَلِمْتَ بأَنَّ هَذا كُلَّهُ ... في الخَوَاطِرِ النَّفْسيِّ ذِي الإِضْلالِ

فَخَواطِرُ الإِيْمَانِ في قَلْبِ الفَتَى ... لِلْخَيْر أَصْلٌ لَيْسَ ذَا إِشْكَالِ

فَمَتَى بَذَرْتَ خَوَاطِرَ الإِيْمَانِ في ... أَرْضِ القُلوبِ بِغَيْرِ ما إِهْمَالِ

مِنْ خَشْيِةٍ وَمَحبَّةٍ وَإِنَابَةٍ ... وَكَذَا رَجَاءِ ثَوَابِ ذِي الإِفْضَالِ

وَكَذَلكَ التَّصديقُ بِالوَعْدِ الذِي ... تَرْجُوْهُ مِنْه بِصَالِحِ الأَعْمَالِ

وَسَقَيْتَها مُتَكَرِّرًا مُتَعَاهِدًا ... وَحَفِظْتَهَا بِالحِفْظِ والإِكْمَالِ

فَهُناكَ تُثْمرُ كُلَّ فِعْلٍ طيِّبٍ ... مِنْ صَالِحَاتِ القَوْلِ وَالأَفْعَالِ

وَهُنَاكَ تَملأ قَلْبَه الخَيْراتُ وَا ... لطَّاعَاتُ لِلْمَعْبُودِ ذِي الإِجْلالِ

وَهُنَاكَ السُّلْطانُ في سُلْطَانِهِ ... قَدْ يَسْتَقرُّ بِأَكْمَلِ الأَحْوَالِ

وَكَذَا رَعِيَّتُهُ اسْتِقَامَةُ رَغْبَةٍ ... بَعْدَ اسْتَقَامَتِه مِنَ الإِضْلالِ

***

واعْلَمْ بِأَنْ لا بُدَّ مِنْ شَرْطَيْن لا ... تَغْتَرَّ بِالإِغْفَالِ وَالإِهْمَالِ

أَنْ لا تَكُونَ لِوَاجبٍ أَوْ سُنَّةٍ ... بِالتَّركِ ذُو عَجْزٍ وَذُو إِغْفَالِ

أَوْ تَجْعَلْ الأَضَّدادَ مَوْضِعَ خَشْيَةِ ... الرَّحمنِ مِنْ حُبٍّ وَمِنْ إِجْلالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>