للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَلْبُكَ في سَهْوٍ وَلَهْوٍ وَغَفْلَةٍ

وَأَنْتَ عَلَى الدُّنيا حَرْيصٌ مُعَذَّبُ

فَلَوْ تَسْتَطِعْ أَخْذَ التَّقِي وَرَحْلِهِ ... أَخَذْتَ وَلَوْ فِي بَيْتِهِ وَمَحَلِهِ

وَأَنْتَ على كَنْزِ القَلِيْلِ وَجِلِّهِ ... تُبَاهِي بِجَمْعِ المَالِ من غَيْرِ حِلِّهِ

وَتَسْعَى حَثِيْثًا في المَعَاصِي وَتُذْبِبُ

وَتُعْرِضُ عَن فِعْلِ المَرَاضِي وَتَرْتَضِي ... فِعَالاً تُنَافِي فِعْلَةَ الدَّيِّنِ الرَّضِي

أَمَا تَرْعَوي يا من على لَهْوهِ رَضِى ... أَمَا العُمْرُ يَفْنَى والشبيبةُ تَنْقَضِي

أَمَا العُمْرُ آتٍ وَالمَنِيَّةَ تُطلَبُ

فَلا تَغْتَرِرُ وَاحْذَرْ فَدُنْياكَ يا الغَدِي ... إِذَا أَضْحَكتكَ اليَومَ أَبْكَتْكَ في الغَدِي

أَتَلْهُو بِدَارٍ لا تَدُوْمُ لِمَرْغَدِي ... أَمَا تَذْكُر القَبْرَ الوَحِيْشَ وَلَحْدَةَ

بِه الجِسْمُ مِن بَعْدِ العَمَارِةِ يَخْرَبُ

وَتَقْتَتِلُ الدِيْدَانُ لا شَكَّ حَوْلَهُ ... وَمَا أَحَدٌ يَنْعِي ولا يَعِ عَوْلَهُ

أَمَا آنَ أَنْ تَخْشَى العَزِيْزَ وَطولَهُ ... أَمَا تَذْكُر اليومَ الطَّوِيلَ وَهَوْلَهُ

وَمِيْزَانَ قِسْطٍ لِلْوَفَاءِ سَيُنْصَبُ

فَتُوزَنُ أَعْمَالٌ فَتُخْزي رِجَالُهُ ... وَكُلٌّ يُجَازَي مَا جَنَتُهُ فِعَالُهُ

وَوَيْلٌ لِمَنْ ضَاقَتْ عَليه مَجَالُهُ ... أَمَا جَاءَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ

إِذَا هَتَكَ العَبْدُ المَحارمَ يَغْضَبُ

فَيَهِتكُ سَتْرَ الظالِمِيْنَ بِغِرَّةٍ ... وَكُلَّهُمُوْا عَضَّ الأَكُفَّ بِحَسْرَةٍ

ولاتَ مَنَاصٍ حِيْنَ جَادُوْا بِعَبْرِةٍ ... أَمَا الواحدُ الدَّيانُ جَلَّ بِقُدْرَةٍ

يُنَاقَشُ عَنْ كُلِّ الذُنُوبِ وَيَحْسِبُ

فَيُنصِفُ لِلْمَظْلُومِ مِمَّنْ لَهُ افْتَرَى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>