للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَيْنَ الطَّرِيْقُ إِلى حَمام مَنْجَابِ

وهذا الكلام فيه قصة وذلك أن رجلا كان واقفا على باب داره وكان باب داره يشبه باب الحمام فمرت امرأة لها رونق ومنظر خلاب وهي تسأل عن طريق حمام منجاب.

فقال لها هذا حمام منجاب وأشار إلى داره فدخلت داره ودخل وراءها فلما رأت نفسها معه في داره، وليست بحمام علمت أنه خدعها فاحتالت عليه بأن أظهرت له الفرح والبشر باجتماعها معه على تلك الخلوة في تلك الدار.

وقالت ينبغي أن يكون عندنا ما يطيب به الاجتماع وتقر به عيوننا ففرح وقال الساعة آتيك بكل ما تريدين وما تشتهين. وخرج وتركها في الدار، وظن أنه أغلق عليها الباب، ومضى وأتى بما يصلح لهما ورجع ودخل الدار فوجدها قد خرجت وذهبت ولم يجد لها أثر.

فهام الرجل بها وذهبت بلبه فأكثر الذكر لها والحزن والجزع عليها وجعل يمشي في الطرق ويقول:

يا رُبَّ قَائِلةٍ يَوْمًا وَقَدْ تَعِبَتْ ... أَيْنَ الطَّرِيْقُ إِلى حَمام مَنْجَابِ

ومر من عند بيتها وهو ينشد هذا البيت وإذا بها تجاوبه من داخل دارها وتقول بصوت سمعه:

هَلَاّ جَعَلْتَ سَرِيْعًا إِذَا ظَفِرْتَ بِهَا ... حِرْزًا عَلَى الدَّارِ أَوْ قُفْلاً عَلَى البِاب

إِنْ يَنْفَذَ الرِّزْقُ فَالرَّزَاقُ يَخْلِفُهُ ... وَالعِرْضُ مِنْ أَيْنَ يَا مَغْرُوْرُ يُنْجَابُ

فلما سمع ذلك جعل يردد ذلك ومات

وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء وقال: وما ينفعني ما

<<  <  ج: ص:  >  >>