للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَكِنْ هُنَا أَمْرَانِ لَوتمَّا لما ... احْتَجْنَا إِليه فَحَبَّذَا الأَمْرَانِ

جَمْعُ النُصُوصِ وَفَهْمُ مَعْنَاهَا المُرا ... دَ بِلَفْظِهَا وَالفَهْمُ مَرْتَبَتَانِ

إِحْدَاهُمَا مَدْلُولُ ذَاكَ اللَّفْظ ... وَضْعًا أو لُزُومًا ثُمَّ هَذَا الثَّانِي

فِيهِ تَفَاوتَتِ الفُهُومُ تَفَاوُتًا ... لم يَنْضَبِطْ أَبدًا لَهُ طَرَفَانِ

فَالشيءُ يَلْزَمُهُ لَوَازِمُ جَمَّةٌ ... عِنْدَ الخَبِيْرِ بِهِ وَذِيْ العِرْفَانِ

فَبِقَدْرِ ذَاكَ الخُبْرُ يُحْصَى مِن لَوا ... زِمِهِ وهذا وَاضِحُ التِّبْيَانِ

وَلِذَاكَ مَن عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيْقَةً ... عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيْعَهُ بِبَيَانِ

وَكَذَاكَ يَعْرِفُ جُمْلَةَ الشَّرْعِ الذِي ... يَحْتَاجُهُ الإِنْسَانِ كُلَّ زَمَانِ

عِلْمًا بِتَفْصِيْلٍ وَعِلْمًا مُجْمَلاً ... تَفْصِيْلُهُ أَيْضًا بِوَحِي ثَانِ

وَكِلاهُمَا وَحْيَانِ قَدْ ضَمِنَا لَنَا ... أَعْلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبْيَانِ

وَلِذَاكَ يُعْرَفُ مِن صِفَاتِ الله ... وَالأَفْعَالِ وَالأَسْمَاءِ ذِي الأحْسَانِ

مَا لَيْسَ يُعْرفُ مِن كِتَابٍ غَيْرِهِ ... أَبَدًا وَلا مَا قَالَتِ الثَّقَلانِ

وَكَذَاكَ يُعْرَفُ مِن صِفَاتِ البَعْثِ ... بالتَّفْصِيْلِ وَالإِجْمَالِ في القُرْآنِ

مَا يَجْعَلُ اليَوْمَ العظيمَ مُشَاهَدًا ... بِالقَلْبِ كالمَشْهُودِ رَأْي عَيَانِ

وَكَذَاكَ يُعْرفُ مِن حَقِيْقَةِ نَفْسِهِ ... وَصِفَاتِهَا بِحَقِيْقَةِ العِرْفانِ

يَعْرِفْ لَوازِمَهَا وَيَعْرفُ كَوْنَهَا ... مَخْلُوقَةً مَرْبوبَةً بِبَيَانِ

وَكَذاكَ يَعْرفُ مَا الذِي فِيْهَا من ... الحَاجَاتِ وَالاعْدَامِ وَالنُّقْصَانِ

وكذاك يَعْرفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ ... أَيْضًا بِلا مِثْلٍ وَلا نُقْصَانِ

وَهُنَا ثَلاثَةُ أَوْجُه فافْطَنْ لَهَا ... إِنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ وذَا عِرْفَانِ

بِالضِّدِ والأَوْلَى كَذَا بالامْتِنَا ... عِ لِعْلِمِنَا بِالنَّفْسِ وَالرَّحمنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>