للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا شُرُوطًا لَمْ تَكُنْ ... مَشْرُوطَةً شَرْعًا بِلا بُرْهَانِ

وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا مَوانِعَ لم تَكُنْ ... مَمْنُوعَةً شَرْعًا بِلا تِبْيَانِ

إِلا بِأقِيْسَةٍ وَآرَاءٍ وَتَقْلِيْدِ ... بِلا عِلْمٍ أَو اسْتِحْسَانِ

عَمَّنْ أَتَتْ هَذِي القَوَاعِدُ ... مِن جَمِيْعِ الصَّحْبِ والاتْبَاعِ بِالإِحْسَانِ

مَا أَسَّسُوا إِلا اتْبَاعَ نَبِيْهِم ... لا عَقْلَ فَلْتَانٍ وَرَأْيَ فُلانِ

بِلا أَنْكَرُوا الآرَاءَ نُصْحًا مِنْهُم ... لله وَالدَّاعِي وَلِلْقُرْآنِ

أَوْ لَيْسَ فِي خُلْفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ ... مَا دَلَّ ذَا لُبّ وَذَا عِرْفَانِ

وَالله لَوْ كَانَتْ مِن الرَّحمنِ ما اخْتَ ... لَفَتْ وَلا انْتَقَضَتْ مَدَى الأَزْمَانِ

شُبَه تَهَافَتْ كَالزُجَاجِ تَخَالُهَا ... حَقًّا وَقَدْ سَقَطَتْ عَلَى صِفْوَانِ

وَاللهِ لا يَرْضَى بِهَا ذُو هِمَّةِ ... عَلْيَاءَ طَالبةً لِهَذَا الشَّأنِ

فَمَنَالهَا والله فِي قَلْبِ الفَتَى ... وَثَبَاتُهَا في مَنْبَتِ الإِيْمَانِ

كالزَّرْعِ يَنْبُتُ حَوْلَهُ دَغَلٌ فَيَمْنَعُهُ ... النَّما فَتَرَاهُ ذا نُقْصَانِ

وَكَذِلكَ الإِيْمَانُ في قَلْبِ الفَتَى ... غَرْسٌ من الرَّحمنِ في الإِنْسَانِ

وَالنَّفْسُ تُنْبِتُ حَوْلَهُ الشَّهَواتِ ... والشُّبُهات وهي كَثِيْرةُ الأَفْنَانِ

فَيَعُودُ ذَاكَ الغَرْسُ يَبْسًا ذاوِيًا ... أو نَاقِصَ الثَّمَراتِ كُلَّ أَوَانِ

فَتَرَاهُ يَحْرِثُ دَائِبًا وَمَغَلُّهُ ... نَزْرٌ وَذَا مِن أَعْظَمِ الخُسْرَانِ

وَالله لَو نَكَشَ النَّبَاتُ وكان ذا ... بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوْكِ وَالسَّعْدَانِ

لأتَى كَأَمْثالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ ... وَلَكَانَ أَضْعَافًا بِلا حُسْبَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>