فَمَا زَالَ يَرْقَي مِن سَمَاءٍ إلى سَمَا
وَلاقَى بِهَا قَوْمًا مِنَ الرُّسل كُلِّهم ... يَقُولُ لَه يَا مَرْحَبًا حِيْنَ سَلَّمَا
وَكانَ بِه فَرْضُ الصَّلاةِ وَحَبَّذَا ... تَرَدُّدُهُ بَيْنَ الكَلِيْمِ مُكَلِّمَا
وَصَيَّرَهَا مِن بعَدْ ِخَمْسِيْنَ خَمْسَةً ... فُرُوْضًا وَأَمْر الله قَدْ كَانَ مُبْرَمًا
وَعَادَ إلى بَيْتِ أُمِّ هَانِئ مُخْبرًا ... لَهَا بِالذِي قَدْ كَانَ مِنْهُ وَمُعْلِمَا
فَخَافَتْ عَلِيْهِ أَنْ يُكَذِّبَهُ المَلا ... وَيَزْدَادُ مَن في قَلْبِهِ مَرَضٌ عَمَى
فَجَاءَ إِلى البَيْتِ العَتِيْقِ فَأَخْبَر الـ ... عِبَادَ فَمِنْهُم مَنْ بِتَكْذِيْبِهِ رَمَى
وَكَانَ بِه الصِّدِّيقُ خَيرَ مُصدِّقٍ ... فَصَدَّقَ خَيرَ الرُّسْلِ فِي خَبَرِ السَّمَا
مُحَمَّدًا المَبْعُوثَ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... فَصَلِّ عَلِيهِ مَا حَييتَ مُسَلِّمَا
وَقُمْ حَامِدًا لله فِي كُلِّ حَالَةٍ ... تَجِدْ حَمْدَهُ في يَومِ حَشْرِكَ مَغْنَمَا
وَصَل عَلى المَبْعوثِ لِلْخَلقِ رَحْمَةً ... مُحَمَّدٍ المُخْتَارِ وَالآلِ كُلَّمَا
سَرَى البَرْقُ مِنْ أَرْجَاءِ مَكْةَ أَوْ سَرَى ... نَسِيْمٌ عَلَى زَهْرِ الرُّبَى مُتَبَسِّمَا
ورَضَّى عَلَى الأَصْحَابِ أَصْحَابِ أَحْمَدٍ ... وَكُن لَهُمُ في كُلِّ حِيْنٍ مُعَظِّمًا
انتهى.
ومما قيل في الحث على التمسك بالقرآن الكريم ما قاله الصنعاني:
وَلَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إِلا كَمَا تَرَى ... فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الاغْتِرَابُ إِيَابُ
وَلَمْ يَبْقَ لِلرِّاجِي سَلامَةَ دَيْنِهِ ... سِوَى عُزْلةٍ فِيْهَا الجَليسُ كِتَابُ
كِتَابٌ حَوَى كُلَّ العلومِ وَكُلَّمَا ... حَوَاهُ مِن العلمِ الشَّريفِ صَوابُ
فَإِنْ رُمْتَ تَارِيْخًا رَأَيْتَ عَجَائِبًا ... تَرَى آدَمًا إِذْ كَانَ وَهْوَ تُرَابُ
وَلاقَيْتَ هَابِيلاً قَتِيْلَ شَقِيْقِهِ ...