في عَالَمِ المَوْتَى وَأَنْتَ حَقِيْرُ
وَحُشِرْتَ عَرْيَانًا حَزِيْنًا بَاكِيًا ... قَلِقًا وَمَا لَكَ في الأنَامِ مُجَيْرُ
أَرَضِيْتَ أَنْ تَحْيَا وَقَلْبُكَ دَارِسٌ ... عَافِي الخَرَابَ وَجِسْمُكَ المَعْمُوْرُ
أَرَضِيْتَ أَنْ يُحْظَى سِوَاكَ بِقُرْبِهِ ... أَبَدًا وَأَنْتَ مُعَذَّبٌ مَهْجُوْرُ
مَهِّدْ لِنَفْسِكَ حُجَّةً تَنْجُو بِهَا ... يَوْمَ المَعَادِ وَيَوْمَ تَبْدُو العُوْرُ
انتهى
آخر:
تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لِمَا تَبَسَّمًا ... فَسُبَحانَ مَنْ في الذِّكْرِ بِالفَجْرِ أَقْسَمَا
فَصَلِ عَلَى المَبْعُوْثِ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... عَسَى شَمُلتنا أَو لَعَلَّ وَرُبَّمَا
كَما شَمَلَتْ آلَ الرسُولِ وَصَحْبِهِ ... فَاكرمْ بِهِمْ آلا وَصَحْبًا وَأَعظِمَا
أَتَى بالهُدَى نُورًا إِلينا وَنِعْمَةً ... وَقَدْ كَانَ وَجهُ الكَوْنِ بِالشِّرْكِ مُظْلِمَا
فَجَلَّى بِأَنْوارِ الهُدَى كُلَّ ظُلْمَةٍ ... وَأَطْلَعَ في الآفَاقِ لِلْدِيْن أَنْجُمَا
أَتَى بِكِتَابٍ أَعْجَزَ الخلقَ لَفْظُهُ ... فَكلُّ بَلِيْغ عُذْرُهُ صَارَ أَبْكَمَا
تَحَدَّى بِهِ أَهْلَ البلاغَةِ كُلَّهم ... فلم يَفْتَحوا فِيْمَا يُعَارِضُهُ فَمَا
حَوَى كُلَّ بُرهَانٍ عَلى كُل مَطْلَب ... وَيَعْرِفُ هَذَا كُلُّ مَنْ كَانَ أَفْهَمَا
وَأَخْبَرَ فِيهِ عَنْ عَوَاقِبَ مَن عَصَى ... بِأَنْ لَهُ بَعْدَ المَمَاتِ جَهَنَّمَا
وَعَمَّنْ أَطَاعَ الله أَنَّا لَه غَدًا ... نَعِيْمًا بِه مَا تَشْتَهِي النَّفْسُ كُلَّمَا
مُحَمَّدٌ المَبْعُوثُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... فَصَلِّ عَليهِ مَا حَييْتَ مُسَلِّمَا
وَأَسَرى به نَحْوَ السَّمَواتِ رَبُّه ... وَأَرْكَبَهُ ظَهْرَ البُرَاقِ وَأَكْرَمَا
وَقَدْ فُتِحَتْ أَبْوَابُها لِصُعُودِه ...