للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شعرا:

لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ ... تَشُبُّ بِهِ تَبِارِيْحَ الضُلُوعِ

عَلَى فَيْنَانَةٍ خَضْراءَ يَصْفُوْ ... عَلَى أَعْطَافِهَا وَشيءُ الرَّبِيْعِ

تُرَدِدُ صَوْتَ بَاكِيَةٍ عَلَيها ... رَمَاهَا المَوتُ بِالأَهْلِ الجَمِيْعِ

فَشَتَّتَ شَملَهَا وَأَدَالَ منه ... غَرَامًا عَاثَ في قَلْبٍ صَرِيْعِ

عَجِبْتُ لَهَا تَكَلَّمُ وهي خَرِسَا ... وَتَبْكِي وَهْيَ جَامِدَةُ الدُّمُوْعِ

فَهِمْتُ حَدِيْثَهَا وَفَهِْتُ أَنِّي ... مِن الخُسْران في أَمْرٍ شَنِيْعِ

أَتَبْكِي تِلْكَ أَنْ فَقَدَتْ أَنِيْسًا ... وَتَشْربُ منه بِالكَأْسِ الفَظِيْعِ

وَها أَنَا لَسْتُ أَبْكِي فَقْد نَفْسِي ... وَتَضْيِيْعِ الحَياة مَعَ المُضِيْعِ

وَلَوْ أَنِّي عَقَلْتُ اليَوْمَ أَمْرِي ... لأَرْسَلْتُ المَدامِعَ بِالنَّجِيْعِ

أَلا يَا صَاحِ والشَّكْوَى ضُرُوْبٌ ... وَذِكْرُ المَوتِ يَذْهَبُ بِالهُجُوْعِ

لَعَلَّكَ أَنْ تُعِيْرَ أَخَاكَ دَمْعًا ... فَمَا في مُقْلَتَيْهِ مِن الدُمُوعِ

آخر:

مثل وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ ... يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُوْرُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوْقِفٍ ... فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوْقِفٍ ... فَرْدًا ذَلِيْلاً وَالحِسَابُ عَسِيْرُ

وَتَعَلَّقَتْ فِيْكَ الخُصُومُ وَأَنْتَ في ... يَوْمِ الحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُوْرُ

وَتَفَرَّقَتْ عَنْكَ الجُنُودُ وَأَنْتَ في ... ضِيْقِ القُبُورِ مُوَسّدٌ مَقْبُورُ

وَوَدِدْتَ أَنَّكَ مَا وَلِيْتَ وِلايَةً ... يَوْمًا ولا قَالَ الأَنَامُ أَمِيْرُ

وَبَقِيْتَ بَعْدَ العِزِ رَهْنَ حَفِيْرَةٍ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>