للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال هيهات انقطعت مدتك وانقضت أنفاسك ونفدت ساعاتك فليس إلي تأخيرك سبيل قال فإلى أين تذهب بي قال إلى عملك الذي قدمته وإلى بيتك الذي مهدته.

قال فإني لم أقدم عملا صالحا ولم أمهد حسنا. قال فإلى {لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى} فسقط مغشيا عليه. فيا لها من حسرة ويا لها من ندامة ويا لها من عثرة لا تقال اهـ.

ومات أحد الشجعان فجأة بسكتة قلبية فأنشدت الأبيات التي تلي فيه، فيها عبرة فتدبرها وخذ منها درسا للاستعداد لما أمامك.

وَمُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي ... مُنْسَابَة مِن خَلْفِهِ كَالأَرْقَمِ

تَتَضَاءَلُ الأَبْطَالُ سَاعَةَ ذِكْرِهِ ... وَتَبِيْتُ مِنهُ فِي إِبَاءَةِ ضَيْغَمِ

شَرِسُ المَقَادَةِ لا يَزَالُ رَبِيْئَةٌ ... وَمَتَى يُحَسُّ بنارِ حَرْبٍ يُقْدِمِ

تَقَعُ الفَرِيْسَةُ مِنْهُ في فَوْهَاءَ إِنْ ... يُطْرَحْ بِهَا صُمُّ الحِجَارَةِ يُحْطَمِ

ظَمَآنَ لِدَّمِ لا يَقُومُ بِريِّهِ ... إِلا المُرَّوقُ في الجُسُومِ مِن الدَّمِ

جَاءَتْهُ مِن قَبْلِ المَنُونِ إِشَارَةٌ ... فَهَوَى صَرِيْعًا لِلْيَديْنِ وَلِلْفَمِ

وَرَمَى بِمُحْكَمِ دِرْعَهِ وَبُرمْحِهِ ... وَامْتَدَّ مُلْقى كَالبَعِيْرِ الأَعْظَمِ

لا يَسْتَجِيْبُ لِصَارِخٍ إِنْ يَدْعُهُ ... أَبَدًا وَلا يُرْجَى لِخَطْبٍ مُعْظَمِ

ذَهَبَتْ بِسَالَتُهُ وَمَرَّ غَرَامُهُ ... لَمَّا رَأَى خَيْلَ المَنِيَّةِ تَرْتَمِي

يَا وَيْحَهُ مِن فَارِسٍ مَا بَالُهُ ... ذَهَبَتْ فُرُوْسَتُهُ وَلَمَّا يُكْلَمِ

هَذِي يَدَاهُ وَهَذِه أَعْضَاؤُهُ ... مَا مِنْهُ مِنْ عُضْوٍ غَدَا بِمُثَلَّمِ

هَيْهَاتَ مَا خَيْلُ الرَّدَي مُحْتَاجَةٌ ... لِلْمَشْرَفِيِّ وَلا السِّنَانِ اللَّهذَمِ

هِي وَيْحَكُمْ أَمْرُ الإِلهِ وَحُكْمُهُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>