للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} (١) [الحديد: ٢٨].

وقال تعالى في ضدّ هؤلاء: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: ١١٠]، وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: ٥]، وقال تعالى: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٥٥]، وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا} [الإسراء: ٨٢]، وقال تعالى: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ١ - ٢]، وقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: ١٤٦].

قال سفيان بنُ عُيينة: منَع قلوبَهم عن فهم القرآن.

وقال تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (٢) [غافر: ٣٥]. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذا بابٌ واسعٌ.

والقرآنُ يدلُّ على ما أرانا الله من الآيات في أنفسنا وفي الآفاق، كما قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: ٥٣] أي: حتى يتبين لهم أن القرآن حقٌّ، فقد أخبر أنه سَيُرِي عبادَه من الآيات العيانية المشهودة ما يبين أنَّ آياتِه المسموعة حقٌّ (٣) (٤).


(١) الآية في (ت) من قوله: {وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} إلى {وَاللَّهُ غَفُورٌ}.
(٢) من قوله: «وقال تعالى في ضد هؤلاء ... » إلى هنا زيادة من (ت)، وليس فيها قوله: «والآيات في هذا المعنى كثيرة».
(٣) العبارة في (ت): «المشهورة ما يتبين أن آياته المبتدعة المنزلة حق».
(٤) انظر «تفسير الطبري»: (٢٠/ ٤٦٢)، و «الوسيط»: (٤/ ٤١) للواحدي، و «معالم التنزيل»: (٤/ ٧٢)، والقرطبي: (١٥/ ٢٤٤).