للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«مَن عادَى لي وليًّا فقد بارزني بالمُحاربة، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افْتَرضْتُ عليه، ولا يزالُ عبدي يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتَّى أُحبَّه ... » الحديث.

وفي الأحزاب (١) أمور أخرى ... (٢)، ومتى خرج الإنسان عن الأحزاب النبوية والأذكار والدعوات الشرعية كان كالسالك بُنيَّات الطريق فقد [يقع في] (٣) الضلال من حيث لا يدري، وقد يتداركه الله برحمته.

وفي «الصحيحين» (٤) عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، فقال: «قل: اللهم إنِّي ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنت، فاغفِر لي مغفرةً من عندِكَ وارحمني إنَّك أنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ».

فهذا أفضل الخلق بعد الأنبياء لم يَدْعُ في صلاته بدعاءٍ حتى سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يعلِّمه ذلك، وعلمه دعاءً مضمونه طلب المغفرة والرحمة من الله. وهؤلاء تجد أحدَهم يخترع أنواعًا من الأدعية تتضمن طلب نوعٍ من الإلهية، أو ما هو من خصائص النبوة، فأين هذا من هذا؟!

وهذا كقوله: (وقد وَسِعْتَ كلَّ شيء من جهالتي بعلمك فَسَعْ ذلك برحمتك [م ٤٤] كما وسعته بعلمك» (٥).

فإن هذا كلام من يعتقد أن الله لم يَسَعْ كلَّ شيء رحمةً، لكن قد يسعه


(١) غير واضحة في (م).
(٢) ثلاث كلمات لم تتبين.
(٣) كلمة غير واضحة، وما أثبته مقترح.
(٤) البخاري (٨٣٤)، ومسلم (٢٧٠٤).
(٥) «حزب البر»: (ق ١ أ).