(٢) (ت): «والزهد خلاف، هل ... ». (٣) سقطت من (م). (٤) كتابا «الإحياء» و «جواهر القرآن» لم يرد ذكرهما في (ت). وجميعها لأبي حامد الغزالي (ت ٥٠٥)، وكلها مطبوعة ثابتة النسبة إليه إلا «كيمياء السعادة» فإن له نسختين: فارسية مطوَّلة وهذه ثابتة، وأخرى عربية مختصرة مشكوك في نسبتها. انظر «مؤلفات الغزالي» (ص ٢٧٥، ١٧٢).
قال في «الإحياء»: (١/ ٣١): «علم الصديقين والمقربين ــ أعني علم المكاشفة ــ فهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة، فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه وبصفاته الباقيات التامات وبأفعاله وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة ... فنعني بعلم المكاشفة: أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية الحق في هذه الأمور اتضاحًا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه، وهذا ممكن في جوهر الإنسان لولا أن مرآة القلب قد تراكم صدؤها وخبثها بقاذورات الدنيا، وإنما نعني بعلم طريق الآخرة العلم بكيفية تصقيل هذه المرآة عن هذه الخبائث التي هي الحجاب عن الله سبحانه وتعالى وعن معرفة صفاته وأفعاله، وإنما تصفيتها وتطهيرها بالكفّ عن الشهوات والاقتداء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في جميع أحوالهم، فبقدر ما ينجلي من القلب ويحاذي به شطر الحق يتلألأ فيه حقائقه، ولا سبيل إليه إلا بالرياضة .. وهذه هي العلوم التي لا تسطَّر في الكتب ولا يتحدث بها من أنعم الله عليه بشيء منها إلا مع أهله وهو المشارك فيه على سبيل المذاكرة وبطريق الأسرار ... » اهـ. وقال في «كيمياء السعادة - ضمن مجموعة رسائل الغزالي»: (٥/ ١٣٥ - ١٣٨): «وتحتاج أن تعرف في ضمن ذلك أن القلب مثل المرآة، واللوح المحفوظ مثل المرآة أيضًا؛ لأن فيه صورة كل موجود، وإذا قابلت المرآة بمرآة أخرى حلَّت صورة ما في إحداهما في الأخرى، وكذلك تظهر صورة ما في اللوح المحفوظ إلى القلب إذا كان فارغًا من شهوات الدنيا ... ولا تظن أن هذه الطاقة تنفتح بالنوم والموت فقط، بل تنفتح باليقظة لمن أخلص الجهاد والرياضة، وتخلص من سدّ الشهوة والغضب والأخلاق القبيحة والأعمال الرديئة ... » اهـ. وانظر ردود شيخ الإسلام عليه في «الفتاوى»: (٢/ ٦٤ و ١٢/ ٦٩ و ١٧/ ١٢١ - ١٢٢)، و «بيان تلبيس الجهمية»: (١/ ٢٦٦ وما بعدها - القاسم)، و «الصفدية»: (١/ ٢١٢ - ٢١٣)، و «المنهاج»: (٥/ ٤٢٨ - ٤٣٣ وهو مهم).