للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموضع الخامس: قوله (١): (وامسَخْهم على مكانتهم) فإنَّ هذا دعاءٌ بالمسخ، وهو غير جائز ولا يُجاب، والله أخبرَ أنه لو شاء فعل ذلك بقوله: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} [يس: ٦٧]. والله تعالى مسخَ قومًا قردةً وخنازيرَ لنوعٍ من الكفر، وكذلك يمسخُ من هذه الأمة قومًا قردةً وخنازيرَ، وهذا في أنواعٍ من الكفر؛ كاستحلال المحرَّمات؛ من سَبِّ الصحابة - رضي الله عنهم - والخمر والمعازف، ونحو ذلك.

وأما المسلم العاصي فلا يجوز الدعاء عليه بالمسخ، ولا يُستجاب ذلك، وقد حرَّم الله الاعتداء في الدعاء، والصائل يُدْفَع بما يكف شرَّه، فإذا دُعِيَ عليه بما يكفُّ شرَّه حصل المقصودُ من غير احتياجٍ إلى مسخِه.

الموضع السادس: قول القائل: (بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا) دعاء ليس مأثورًا ولا من جنس المأثور (٢)، وهو مما تنكره القلوب، فإنَّ جَعْلَ كلام الله بمنزلة الباب والسقف والحيطان يحتاج مثله إلى أَثَر، وإلا فهو بدعة، وقد يُفهم من ذلك انتقاص حُرْمته.

الوجه (٣) السابع: أن يقال: مقصود هذا الدعاء كله تيسير الركوب في البحر ودفع العدوِّ، وهذا مطلوبٌ يسير ليس هو من (٤) أعظم المطالب، فإنّ غالب من يركب البحرَ من الكُفّار والفُسَّاق يحصل لهم هذا، ليس هو مما


(١) سقطت من (م).
(٢) (م): «ليس مأمورًا ... جنس المأمور»، وما في (ت) أصح.
(٣) (ت): «الموضع».
(٤) من (ت).