للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه التسعة مع الجوهر هي المسمَّاة بالمقولات (١) العشر عندهم، وهي الأجناس العالية للموجودات.

ثم الأعراض هل هي [م ٩٠] تسعة، أو خمسة، أو ثلاثة؟ في ذلك نزاع ليس هذا موضعه، وهي: الكم، والكيف، والأين، ومتى، والوضع، والإضافة، والملك، وأن يفعل، وأن ينفعل، وقد جمعها بعضهم في بيتين، فقال (٢):

زيد الطويل الأسود بن مالك ... في داره بالأمس كان يتَّكِي

في يده سيف نَضَاه فانتضى ... فهذه عشرة مقالات (٣) سوا

وكلامهم في هذه الأمور بعضه حق وبعضه باطل، ليس هذا موضع تفصيل ذلك.

ولكنَّ المقصود أن غايتهم معرفة وجودٍ مطلق هو الأعلى عندهم، والوجود المطلق لا يكون مطلقًا إلا في الأذهان لا في الأعيان، فهذه العلوم العقلية الإلهية التي يجعلونها غاية كمال الإنسان، وبها ينال كمال السعادة، غاية معلوماتها أمور مطلقة، كُلِّيات لا توجد إلا في الأذهان لا في الأعيان، كالعلم بالعدد المجرَّد عن المعدودات.

ويقولون: العلومُ ثلاثة:


(١) (م): «المنقولات»، والصواب ما أثبت.
(٢) ذكر المصنف هذين البيتين في عدد من كتبه، انظر «الرد على المنطقيين» (ص ١٣٢، ٣٠٣)، و «الصفدية»: (٢/ ١٨٠، ٢٦٤)، و «الفتاوى»: (٩/ ٢٢، ٢٧٥).
(٣) في جميع المواضع السابقة من كتب المصنف: «مقولات».