للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخرُ فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له، مَن يسألني فأعطيَه، مَن يستغفرني فأغفرَ له. فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر».

وفي رواية: «لا أسأل عن عبادي غيري» (١).

وفي «الصحيح» (٢) أيضًا عنه أنه قال: «إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدُّنيا والآخرة إلا أعطاه إيَّاهُ، وذلك في كلِّ ليلة».

وفي «الصحيحين» (٣) عن يومِ الجمعة مثله.

وقد قيل: سبب الإجابة إما الطاعة للأمر، وإمَّا الإيمان بإجابته للداعي، فكيف يُقال: إنه يحرم عبده مع كثرة السؤال له؟ وإن هذا هو الشقيّ حقًّا؟! ثم إن هذا سؤال له ممكن أن يكون صاحبه من الأشقياء الذين حَرَمهم مع كثرة السؤال، وحينئذ فيلزم أن لا يُدْعى بهذا، فيكون هذا الدعاء باطلًا على قوله، كما هو باطلٌ على موجب الكتاب والسنة.

ومن ذلك قوله: (واذكرنا إذا غَفَلْنا عنك بأحسن مما (٤) تذكرنا به إذا ذكرناك، وارحمنا إذا عصيناك بأتمّ مما ترحمنا به إذا أطعناك) (٥).


(١) أخرجه أحمد (١٦٢١٥)، والنسائي (١٠٢٣٦)، وابن ماجه (١٣٦٧)، وابن حبان (٢١٢)، وغيرهم من حديث رفاعة الجهني - رضي الله عنه -. والحديث صحح سندَه المصنف في «الفتاوى- حديث النزول»: (٥/ ٣٧٢).
(٢) أخرجه مسلم (٧٥٧) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -.
(٣) البخاري (٩٣٥)، ومسلم (٨٥٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) نسخة الحزب: «ما» وكذا ما بعدها.
(٥) «حزب البر»: (ق ٣ أ).