للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسي الذي أخذ بنفسك» (١). ومنه قوله في الحديث: «اخرجي أيتها النفسُ المطمئنَّة ــ كانت في الجسد الطيب ــ» (٢).

ويراد بها أيضًا بعض صفاتها المذمومة كالهوى المُرْدي، فيقال: فلان له نفس، كما يقال: فلان له لسان، وفلان له قلب. [م ٥٤] أي: لسان خاص، وهو القادر على الكلام، وقلب خاص، وهو الذي له حالٌ من معرفةٍ ووجدٍ وصدقٍ ونحو ذلك. فكثير من أهل السلوك يريدون بلفظ النفس: النفس الخاصة المذمومة، وقد يقسمون لفظ النفس إلى ثلاثة: أمَّارة، ولوَّامة، ومطمئنة (٣).

وأما لفظ «الروح»؛ فقد يراد به الروح التي في الإنسان، وهي النفس التي تُقبض وقت الموت. ولفظ الروح والنفس بهذا الاعتبار اسمان لذات واحدة، لكن باعتبار صفات متنوعة، فتسمى روحًا باعتبار، ونفسًا باعتبار، وإن كانت


(١) أخرجه مسلم (٦٨٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. ووقع في (م): «أخذ نفسك».
(٢) أخرجه أحمد (٨٧٦٩)، والنسائي في «الكبرى» (١١٣٧٨)، وابن ماجه (٤٢٦٢)، وابن خزيمة في «التوحيد» (١/ ٢٧٦ - ٢٧٧)، والحاكم: (١/ ٣٥٣) مختصرًا، وغيرهم من طرق عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ونقل المصنف في «الفتاوى»: (٥/ ٤٤٥) عن أبي نعيم قوله: هذا حديث متفق على عدالة ناقليه.
قلت: وله شواهد من حديث البراء بن عازب وعائشة - رضي الله عنهم -. ولفظ حديث أبي هريرة فيه «النفس الطيبة ... »، وحديث البراء فيه «النفس المطمئنة» لكن ليس فيه «كانت في الجسد الطيب».
(٣) انظر «الفتاوى»: (١٥/ ١٤٣، ٣٤١)، (٢٨/ ١٤٨)، و «إغاثة اللفهان»: (١/ ١٢٥ - ١٣٤)، و «الروح» (ص ٤٩٥).