للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي حامد الغزالي في «ميزان العمل» و «جواهر القرآن» و «المضنون به على غير أهله»، وغير ذلك (١). فإنه يجعل اللوحَ عبارة عن النفس، ويجعل الفَلَك عبارة عن العقل الأول، كما يجعل المُلك والمَلَكوت والجبروت عبارة عن الجسم والنفس والعقل. وصاحب «الحزب» دخل في هذا الباب، كما دخل فيه ابن عربي وغيره (٢).

ولهذا قال عن العقل: «ثم يُمده الله بنور العقل الأصلي فيشهد موجودًا لا حدَّ له ولا غاية بالإضافة إلى هذا العبد وتضمحل جميع الكائنات فيه» (٣). وهذا باطل فليس جميع الكائنات [م ٦٤] في هذا العقل، ولا حقيقة لهذا العقل، بل ولا هي في مَلَك من الملائكة.

وكذلك قوله: «فتارة يفنى وتارة يبقى حتى إذا أُريد به الكمال نودي منه نداءً خفيًّا بلا صوت معه» (٤). كلام باطل من جنس قول الذين قالوا: إن موسى نُودي من العقل الفعَّال نداءً لا صوت معه، ولهذا كان بعض هؤلاء يدَّعي أنه أفضل من موسى.

وصاحبُ «مشكاة الأنوار» (٥) ذكر ما يناسب قول هؤلاء، وأنَّ العبد قد يُنادى كما نُودي موسى، وأنه إذا خلع النعلين اللتين هما الدنيا والآخرة حصل له من جنس ما حصل لموسى. ومن هنا دخل صاحب «خَلْع النعلين»


(١) وكذا في «الإحياء»: (٣/ ٢٠ - ٢٣).
(٢) انظر ما سبق (ص ٨٧).
(٣) سبق النص بتمامه (ص ١٥٩).
(٤) سبق النص بتمامه (ص ١٥٩) لكن آخره «لا صوت له».
(٥) بنحوه في «مشكاة الأنوار ــ ضمن رسائل الغزالي»: (٤/ ٢١ - ٢٢).