للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل الشريعة أصحاب الأمر والنهي، ثم مرتبة المتكلم على طريقة الجهمية أو المعتزلة ومَن تلقى عنهما، ثم مرتبة الفيلسوف، ثم مرتبة الصوفي المتفلسف ــ ليس هو الصوفي التابع للكتاب والسنة ــ ثم مرتبة المُحَقّق صاحب القول بوحدة الوجود.

وقد بسطنا القول على هؤلاء وعلى هؤلاء وأمثالهم من المتفلسفة والاتحادية والمتكلمة والمتصوفة الذين دخلوا معهم (١). والمقصود هنا التنبيه على ما دخل في كلام صاحب الحِزْب وأمثاله مِن كلامهم.

وهؤلاء قد يسمون العقلَ القلمَ، ويسمون النفسَ الفلكية اللوحَ، ويدَّعون أن ذلك هو اللوح المحفوظ في كلام الله ورسوله، ولهذا يدَّعي أحدهم أنه اطلع على اللوح المحفوظ، وأنه أخذ مريديه من اللوح المحفوظ.

وفي كلام صاحب «الحزب» وغيره من ذلك (٢). وأخذوا ذلك من كلام


(١) تكلم عليهم المصنف في عدد مِن كتبه، انظر «الرد على المنطقيين»، و «بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد»، و «الصفدية».
(٢) من عبارات الشاذلي قوله: «والله لقد تسألوني عن المسألة لا يكون عندي لها جواب، فأرى الجوابَ مسطرًا في الدواة والحصير والحائط». وقال أيضًا في حق تلميذه المرسي: «يا زكي ــ يخاطب أحد تلاميذه ــ عليك بأبي العباس ــ المرسي ــ فوالله ما مِن وليٍّ لله كان أو هو كائن إلا وقد أطلعه الله عليه»! ! «لطائف المنن» (ص ٧٦، ٩١) لابن عطاء الله. وقد صرح المصنف في «الرد على المنطقيين» (ص ٤٧٤ - ٤٧٥) أن الشاذلي ممن يتبع هذه الطريقة.