للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن قَسِي (١)، ودخل في أمور مِن الخيالات الباطلة، وشرح ابن عربي كلامَه (٢)، فتارةً يعظِّمه وتارة يبالغ في ذمه والدق عليه، وكلامه ما كان فيه من حق أخذه من كلام الأنبياء وادَّعاه كشفًا لنفسه، وما كان فيه من خيال باطل فهو مِن نفسه.

وأما قوله: «إن الذي تشهده غير الله، ليس من الله في شيء» (٣). فهكذا يقول المتفلسفة: إن العقل غير واجب الوجود، ولكنَّ أهل الوحدة كابن عربي وابن سبعين الذين يقولون: «الوجود واحد» لهم هنا اضطرابات؛ فتارة يفرقون بين الوجود والثبوت كابن عربي، وتارةً يفرقون بين الإطلاق والتعيين كالقُوْنَوي، وتارةً يجعلون الواجب والممكن كالمادة والصورة، وكلامُ ابن سبعين يُشْبه هذا، ولهذا يقول: فهو في الماء ماء وفي النار نار، وفي الحُلْو حُلْو، وفي المُرِّ مُرّ.

وصاحبُ «الحزب» قد يقال: إنه ليس هو من القائلين بالوحدة والحلول


(١) تحرفت في (م): «ابن قتيبي» وعليها علامة التضبيب إشارة إلى الشك في الكلمة. وهو: أحمد بن الحسين أبو القاسم بن قَسِي ــ بفتح القاف، وتخفيف السين ــ الأندلسي الصوفي الفيلسوف. قال الذهبي: كان سيئ الاعتقاد، فلسفي التصوف، له في «خلع النعلين» أوابد ومصائب. اهـ. (ت نحو ٥٥٠). انظر «تاريخ الإسلام»: (وفيات ٥٥١ - ٥٦٠، ص ٣٣٧ - ٣٣٨)، و «لسان الميزان»: (١/ ٥٧٩ - ٥٨١)، و «الأعلام»: (١/ ١١٦) للزركلي.
وكتابه «خلع النعلين في الوصول إلى حضرة الجمعين» في التصوف مطبوع.
(٢) في كتاب «شرح خلع النعلين»، والكتاب له عدة نسخ خطية، انظر «مؤلفات ابن عربي» (ص ٣٩١ - ٣٩٢) لعثمان يحيى.
(٣) سبق (ص ١٥٩).