للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتأخِّر وأمثاله. وفي كلام صاحب «الحزب» من هذه المواد الفاسدة ما أوجبَتْ مثل هذا الكلام، كما سننبِّه عليه إن شاء الله، فإنه قد ذكر في مصنَّفٍ له قطعةً من الحقائق مبنية على أصولِ متصوفةِ الفلاسفة، ويُشْبِهُ أن يكون أخَذَها من كتب صاحب الكتب المضنون بها، أو من نحوه.

وابنُ عربي، وابن سبعين، وابن (١)

الطفيل صاحب رسالة حَيّ بن يقظان، وابن رُشد الحفيد= يستمدُّون من كلامه. ومن هذا الباب وقعوا في الإلحاد الذي شاركوا فيه ملاحدة الشيعة، وهم يسمونه التوحيد والتحقيق، و [هو] (٢) تحقيق الإلحاد الذي يخرج به الرجل من الدين كما تخرج الشعرةُ من العجين.

ثم إن صاحب الحزب خرج من ذلك إلى ضروبٍ من الحلول والاتحاد المقيد أو المطلق، كما سنذكره إن شاء الله.

وأيضًا: فقول القائل: «والشقيُّ حقًّا من حَرَمْته مع كثرة السؤال لك» كلامٌ مخالفٌ لما أخبر الله به ورسوله، فإنَّ في الصحيح (٣) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) (م): «وأبي»! وهو خطأ، وهو: محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طُفَيل القيسي أبو بكر الأندلسي، الطبيب الفيلسوف، له تصانيف في الفلسفة وغيرها (ت ٥٨١). انظر: «عيون الأنباء»: (٢/ ٧٨)، و «الإحاطة في أخبار غرناطة»: (٢/ ٤٧٨ - ٤٨٢)، و «وفيات الأعيان»: (٧/ ١٣٤).

وهذه الرسالة (حي بن يقظان) غرضه فيها بيان مبدأ النوع الإنساني على مذهب الفلاسفة.
(٢) زيادة لعل السياق يستقيم بها.
(٣) كذا في (م)، وقد نسبه المصنف أيضًا للصحيح في «الفتاوى- التوسل والوسيلة»: (١/ ٢٢٣)، وللصحيحين في «الفتاوى»: (١٠/ ٣١٩). ولم أجده في «الصحيحين» ولا أحدهما.