للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النعم واندفاع النِّقَم بعلمه وقدرته ورحمته.

ولكنَّ قائل هذه الكلمة أخذها من أثرٍ (١) إسرائيلي لا أصل له، وهو ما يُروَى أن جبريل عَرَضَ لإبراهيم الخليل (٢) لمَّا أُلقي في المنجنيق فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أمَّا إليك فلا، فقال: سَلْ، فقال: «حسبي من سؤالي علمُه بحالي» (٣).

ولهذا قال في الحزب الآخر (٤): «واقْرُب مِني قُربًا تمحو به كلَّ حجاب محقته عن إبراهيم خليلك، فلم يحتج لجبريل رسولك، ولا لسؤاله منك».

أما قوله في هذه الحكاية (٥): «هل لك من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا»،


(١) (ت): «أمر»، تصحيف.
(٢) ليست في (ت).
(٣) ذكر هذا الأثر البغوي في «تفسيره»: (٣/ ١٦٦ - ١٦٧) بصيغة التمريض، وقال المصنف في «مجموع الفتاوى»: (٨/ ٥٣٩): «وأما قوله: «حسبي من سؤالي علمه بحالي» فكلام باطل خلاف ما ذكره الله عن إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء من دعائهم لله ومسألتهم إياه، وهو خلاف ما أمر الله به عباده من سؤالهم له صلاح الدنيا والآخرة، كقولهم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: ٢٠١] ودعاء الله وسؤاله والتوكل عليه عبادة لله مشروعة بأسباب كما يقدره بها، فكيف يكون مجرد العلم مسقطًا لما خلقه وأمر به» اهـ. وذكر ابن عِرَاق في «تنزيه الشريعة»: (١/ ٢٥٠) عن ابن تيمية أنه قال: موضوع. وانظر «كشف الخفاء»: (١/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، و «السلسلة الضعيفة» (٢١).
(٤) أي «حزب البر»: (ق ٥ أ). والعبارة في (ت): «في الحزب الكبير عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه لم يحتج إلى سؤاله منك، وفي الحزب الكبير أمور متعددة».
(٥) «في هذه الحكاية» من (ت).