للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمهتدون (١) هم الذي يعلمون الحق ويعملون به، كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٦ - ٧].

وقد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اليهودُ مغضوبٌ عليهم والنصارى ضالون» (٢)، ولا يحصل اتباع الصراط المستقيم إلا بالعلم الواجب والعمل اللذين يُتَّبَع فيهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فلابدَّ من عِلْم ولابدَّ من عمل، وأن يكون كلاهما موافقًا لما جاء به الرسول، فيجب العلم والعمل والاعتصام بالكتاب والسنة، ولهذا قال مَن قال مِن السلف: الدين قولٌ وعملٌ وموافقة السنة. ولفظ بعضهم: لا ينفع قولٌ إلا بعمل، ولا ينفع قولٌ وعملٌ إلا بمتابعة السنة (٣). وقد قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠].

ولهذا كان مذهب الصحابة وجماهير السلف من التابعين لهم بإحسان وعلماء المسلمين: أن الإيمان (٤) قولٌ وعمل، أي: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.

وأما من صدَّق بقلبه الرسولَ، وعرف أن ما جاء به حقٌّ، مع أنه يبغضه


(١) مطموسة في (م)، والقراءة تقديرية.
(٢) تقدم تخريجه (ص ٧٣).
(٣) انظر بعض هذه الآثار في «الشريعة» (٢٥٧، ٢٥٨) للآجري، و «شرح أصول الاعتقاد»: (١/ ٥٧) للالكائي. وانظر ما سبق (ص ٧٠).
(٤) غير واضحة. ولعلها ما أثبت.