قال المصنف: «وهذا الكتاب هو أصل مذهب القرامطة الفلاسفة، وهم ينسبونها إلى جعفر الصادق، ليجعلوا ذلك ميراثًا عن أهل البيت، وهذا من أقبح الكذب وأوضحه فإنه لا نزاع بين العقلاء أن «رسائل إخوان الصفا» إنما صُنّفت بعد المائة الثالثة في دولة بني بويه قريبًا من بناء القاهرة»، بتصرف. انظر «بغية المرتاد»: (١/ ٣٢٩)، و «إخبار العلماء»: (١/ ١٠٧ - ١١٥) للقفطي. (٢) انظر «الفتاوى»: (٦/ ٥٩)، و «بغية المرتاد» (ص ٤٤٩). وقد زعم المازَرِيُّ أن أغلب مادة الغزالي في التصوف عن التوحيدي، وأن له ديوانًا كبيرًا في ذلك لم يصلنا منه شيء. نقله عنه المصنف في «شرح الأصفهانية» (ص ٥٦٦ - ٥٦٩) ثم رد عليه بأنه «لم يكن للمازَرِي من الاعتناء بكتب الصوفية وأخبارهم ومذاهبهم ما له من الاعتناء بطريقة الكلام وما يتبعه من الفلسفة ونحوها، فلذلك لم يعرف ذلك».
قال: «ولم تكن مادة أبي حامد من كلام أبي حيان التوحيدي وحده، بل ولا غالب كلامه منه، فإن أبا حيان تغلب عليه الخطابة والفصاحة، وهو مركب من فنون أدبية وفلسفية وكلامية وغير ذلك ــ وإن كان قد شهد عليه بالزندقة غير واحد وقرنوه بابن الراوندي كما ذكر ذلك ابن عقيل وغيره ــ وإنما كان غالب استمداد أبي حامد من كتاب أبي طالب المكي الذي سماه «قوت القلوب»، ومن كتب الحارث المحاسبي وغيرها، ومن «رسالة القشيري»، ومن منثورات وصلت إليه من كلام المشايخ ... » اهـ.