للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُخْلَط بغيره، فكرهها طائفةٌ [ت ٢٨] من العلماء؛ لأنه تلاوة للقرآن على غير الوجه المشروع، فأشبه تنكيس السورة، فإنه منهيٌّ عنه بالاتفاق، ومَن رَخّص في قراءة «آيات الحَرَس» فإنه قد (١) جاء ببعض ذلك حديثٌ رواه ابن ماجه (٢).

وأما صاحب هذا الحزب وأمثاله فإنه خَلَطَ كلامَ الله بغيره، ووضعَ


(١) (ت): «ومن رخص في ذلك قال: قد ... ».
(٢) رقم (٣٥٤٩). والحديث هو: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه أبي ليلى قال: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه أعرابيّ فقال: إن لي أخًا وجعًا. قال: «ما وجع أخيك؟ » قال: به لمم. قال: «اذهب فأتني به» قال: فذهب فجاء به فأجلسه بين يديه. فسمعته عوَّذه بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول البقرة، وآيتين من وسطها، {هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢) وَإِلَهُكُمْ}، وآية الكرسي، وثلاث آيات من خاتمتها، وآية من آل عمران أحسبه قال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، وآية من الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ ... } الآية، وآية من المؤمنين: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}، وآية من الجن: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا}، وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر الحشر، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمعوِّذتين. فقام الأعرابي قد برأ، ليس به بأس.

وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (ص ٣٣٠)، والحاكم: (٤/ ٤٥٨) وقال: قد احتج الشيخان - رضي الله عنهما - برواة هذا الحديث كلهم عن آخرهم غير أبي جناب الكلبي، والحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه. وعلق الذهبي بقوله: الحديث منكر. وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة»: (٢/ ٢٢٥): هذا إسناد فيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف، واسمه يحيى بن أبي حية.