يتعلق بآداب الطريق فقد نقلَ من كلام الشاذلي ستّ صفحات كاملة، ثم أخذ في الرد عليها فقرة فقرة.
وقد ركَّز المؤلف في نقده لحزبَي الشاذلي على أمرين سبقت الإشارة إليهما (ص ١٦ - ١٧).
وهنا نشير إلى عدة أمور تبرز طريقته في الكتاب:
الأول: كان هدف المؤلف هو نصيحة الخلق ببيان الحق الذي قد يخفى على كثير من الناس، قال (ص ١٩٠): «ولولا ما أوجبه الله نصيحةً للخلق ببيان الحق لما كان إلى بيان كلام هذا وأمثاله حاجة، ولكنْ كثيرٌ من الناس يأخذون الكلام الذي لا يعلمون ما اشتمل عليه من الباطل، فيقتدون بما فيه اعتقادًا وعملًا، ويَدْعون الناس إلى ذلك».
الثاني: أنه لم يتوسّع في مناقشة القضايا العقدية التي يذكرها؛ لأن المقصود هو التنبيه على أخطاء الحزب، انظر (ص ٨٩).
الثالث: أنه إنما أراد التنبيه على بعض ما في الحزب من الأخطاء، لا تتبُّع عباراته كلها، انظر (ص ٨٩)، وذكر (ص ١٤٣) أن في الحزب أمورًا منكرة لكنه انتقى البعض لينبِّه على غيره.
الرابع: أن المؤلف حرَص في كتابه عند ذكره لما يُنتقد من كلام الشاذلي أن يذكر جميعَ ما يحتمله كلامه من المعاني، ثم يجيب عنها واحدًا واحدًا، ولا يتحامل عليه، قال في (ص ٢٤٠): «فلهذا ولغيره نذكر ما تحتمله الكلمة من المعاني، لاحتمال أن يكون قَصَد بها صاحبُها حقًّا، ما لم يتبين مراده، فإذا تبين مراده لم يكن بنا حاجة إلى توجيه الاحتمالات». وانظر (ص ٨٧، ١٦٣).