للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإِنْ يَسْتَضِيفُوا إلى حِلْمِهِ ... يُضافوا إلى راجِحٍ قد عَدَنْ (١)

هذا الكلام اللغوي» (٢). وهناك رواية أخرى للبيت «وَزَن» بدل «عَدَن»، وقد نبَّه عليها الطبريُّ. (٣) فقول ابن عطية هنا: «هذا الكلام اللغوي»، معناه: التفسير اللغوي، كما في الشاهد الشعري دون أن يشرح ابن عطية اللفظة في الشاهد الشعري؛ اتكالًا على فهم القارئ للشِّعر، فإن لم يتمكن القارئ من فهم العلاقة بين الشواهد والآية، فليرجع إلى شروح تلك الأشعار في مظانها.

وفي هذه الصورةِ رُبَّما أطال المفسِّرُ في توضيح المفردة القرآنية بالشواهد الشعرية بعد تفسيرها كما في تفسير ابن عطية لقوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (١٣)} [مريم: ١٣] (٤)، حيث فسر معنى الحنَان فقال: «والحنانُ: الرَّحْمَةُ، والشَّفَقَةُ، والمَحبَّةُ، قاله جُمهور المفسرين، وهو تفسيرُ اللغةِ ... ومن الشواهد في الحَنَانِ قول امرئ القيس:

وتَمنحُها بنو شَمَجَى بنِ جَرْمٍ ... مَعِيْزَهُمُ حَنَانَكَ ذا الحَنَانِ (٥)

وقال النابغة:

أبا منذرٍ أفنيتَ فاستبقِ بعضَنَا ... حنَانيكَ بعضُ الشَّرِّ أهونُ منْ بَعضِ (٦)

وقال الآخر:

فقالت حنانٌ ما أَتى بكَ هَا هُنَا ... أَذُو نَسبٍ أم أنتَ بالحيِّ عَارِفُ (٧)» (٨).


(١) رواية الديوان:
وإِنْ يُسْتَضَافُوا إلى حُكْمِهِ ... يُضَافُوا إِلى هَادِنٍ قدْ رَزَنْ
انظر: ديوانه ٦٩.
(٢) المحرر الوجيز ٨/ ٢٣٠، وانظر: مجاز القرآن ١/ ٢٦٤.
(٣) انظر: تفسير الطبري (هجر) ١١/ ٥٥٩.
(٤) مريم ١٣.
(٥) انظر: ديوانه ١٤٣.
(٦) انظر: ديوانه ١٥٢.
(٧) سبق تخريجه ص ١٥٨.
(٨) المحرر الوجيز ١١/ ١٧.

<<  <   >  >>