للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كلم به الموتى لنشرت، والعرب قد تفعل مثل هذا لعلم المستمع به استغناءً عنه، واستخفافًا في كلامهم». (١)

وقال الفراء: «وإن شئت كان جوابه متروكًا لأن أمره معلوم، والعرب تحذف جواب الشيء إذا كان معلومًا إرادة الإيجاز، كما قال الشاعر (٢):

وأُقسمُ لو شَيءٌ أتانا رسُولُه ... سِواكَ ولكنْ لَم نَجِدْ لك مدفَعَا (٣)». (٤)

وقد سبق أبو عبيدة إلى العناية بتحديد موضع البيت من القصيدة فقال بعد إيراده لقول الأخطل:

خَلا أَنَّ حيًّا مِنْ قُريشٍ تفضلوا ... على النَّاسِ أو أَنَّ الأكارمَ نَهْشَلا (٥)

: «وهو آخر قصيدة، ونصبه وكف عن خبره واختصره». (٦) وقال أبو عبيدة أيضًا بعد ذكره لبيت عبدمناف بن رِبْع الهذلي:

حتى إذَا أَسلكُوهُمْ في قُتَائِدَةٍ ... شَلًّا كمَا تَطردُ الجمَّالةُ الشُّرُدَا (٧)

: «وهو آخر قصيدة، وكف عن خبره». (٨)

وهذه العناية بتحديد موضع بيت الشاهد من القصيدة جزء من شرحه، وإيضاح وجه الاستشهاد منه، والغرض من الإشارة إلى أن هذا الشاهد هو آخر أبيات القصيدة التأكيد على أنه ليس بعده ما يكون جوابًا للشرط، وأن الجواب محذوف في كل هذه الأبيات كما حذف في الآية الكريمة. وقال أبو الطيب اللغوي عن أبي حاتم: «أملى علينا أبو عبيدة بيت عبد مناف بن ربعي الهذلي:


(١) مجاز القرآن ١/ ٣٣١.
(٢) هو امرؤ القيس بن حجر.
(٣) انظر: ديوانه ٢٤٢.
(٤) معاني القرآن ٢/ ٦٣.
(٥) لم أجده في ديوانه، ولعله مِمَّا فات جامع الديوان.
(٦) مجاز القرآن ١/ ٣٣١.
(٧) انظر: ديوان الهذليين ٢/ ٤٢.
(٨) مجاز القرآن ١/ ٣٣١.

<<  <   >  >>