للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكواكب، استشهادًا بشواهد لشعراء أدركوا مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - كبشر بن أبي خازم، وأنه ليس من عادة العرب أَن يَصِفوا عَدوَ الحِمارِ بانقضاضِ الكوكبِ. (١)

٢ - وذكر الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: ٢١٩] (٢) منافعَ المَيسرِ فقال التي ذكرت في الآية فقال: «وأَمَّا منافعُ الميسر، فما يصيبون فيه من أنصباء الجزور، وذلك أَنَّهم كانوا يياسرون على الجزور، وإذا أفلجَ الرجلُ منهم صاحبَهُ، نَحَرَهُ، ثُمَّ اقتسموا أعشارًا على عَددِ القِداحِ، وفي ذلك يقول أعشى بني ثعلبة:

وجَزُورِ أَيسارٍ دَعوتُ إِلى النَّدَى ... ونِياطِ مُقْفِرَةٍ أَخافُ ضَلالَها (٣)». (٤)

٣ - عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التوبة: ٣٧] الآية. (٥) حيث ذكر المفسرون المقصود بالنسيء عند العرب قبل الإسلام ومعناه، فقال ابن عطية: «والنسيء هو فعل العرب في تأخيرهم الحرمة» (٦)، أي حُرمةُ الأشهرِ الحرم. ثُمَّ استشهد بشواهد من الشعر ذكر فيها النسيء في الجاهلية فقال: «ومِمَّا وُجِدَ في أَشعارِها من هذا المعنى قولُ بعضهِم (٧):

ومِنَّا مُنسئُ الشَّهرِ القَلَمَّس (٨)

وقال الآخر (٩):


(١) انظر: الحيوان ٦/ ٢٧٩.
(٢) البقرة ٢١٩.
(٣) رواية الديوان:
وجَزُورِ أَيسارٍ دَعوتُ لِحَتْفِها
انظر: ديوانه ٧٧.
(٤) تفسير الطبري (شاكر) ٣٢٧ - ٣٢٨.
(٥) التوبة ٣٧.
(٦) المحرر الوجيز (قطر) ٦/ ٤٨٩.
(٧) القَلمَّسُ هو حذيفة بن عبد بن فُقيم. انظر: الأوائل للعسكري ٣٥.
(٨) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٨/ ١٣٨، نسب قريش ٩٨.
(٩) لم أعرفه.

<<  <   >  >>