للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قال قائِل: ما الفَرْق بين اللازِم والمُتعدِّي؟

فالجَوابُ: اللازِمُ ما لا يَنصِب المَفعول به، والمُتعدِّي ما يَنصِبُ المَفعول به. فـ (سَمِع) تَنصِب المَفعول، مثل: "عَظُمَ" لا يُمكِن أن تَتَسلَّط عظُم على شيء، عَظُمَ هو بنفسه، أمَّا "عَظَّمَ" صَحيح مُتعدٍّ، لكن "عَظُمَ" لازِمة لا شَكَّ، "جَلَّ" لازِمة، فـ"العظيم" من أسماء الله اللازِمة، و"العَليُّ" من أسماء الله اللازِمة، و"الجَليل" من أسماء الله اللازِمة.

فإن قال قائِل: ما هو الفَرْق بين الأفعال اللازِمة التي تَتَعدَّى بحرف الجَرِّ والتي تَتَعدَّى بنفسها؟

فالجَوابُ: يَقولون: ما تَعدَّى بنفسه فهو مُتعَدٍّ، وما لم يَتعَدَّ إلَّا بحَرْف جرٍّ فهو لازِمٌ؛ يَعنِي: الذي يَنصِب المَفعول به هو المُتعَدِّي. وبعضُهم أيضًا قال: هناك علامة ثانية. فهو له عَلامات منها هذه، ومنها أنَّه يَصِحُّ منه صَوْغ اسم المَفعول المُتعدِّي، وهذا لا يَصِحُّ منه صَوْغ اسم المَفعول إلَّا بمُتعلَّق.

فإن قال قائِل: هل السَّميع صِفة ذاتٍ أو صِفة فِعْل؟

فالجَوابُ: السَّميع صِفة ذاتٍ، لكن الذي يَحدُث المَسموع، أمَّا السَّمْع فلَمْ يَزَل الله ولا يَزال سَميعًا، لا يَتَعلَّق بمَشيئته، وإذا أَرَدْت أن تَعرِف الفَرْق؛ فإن كان يُمكِن أن يَتَخلَّى الله عن هذه الصِّفةِ فهي صِفة فِعْل، وإذا كان لا يُمكِن فهي صِفة ذات، ومَعلوم أنَّه لا يُمكِن أن يَتخلَّى الله - عَزَّ وَجَلَّ - عن صِفة السَّمْع؛ فيَكون أصمَّ، فإنَّ الله مُنزَّهٌ عن ذلك، لكن الذي يَحدُث هو المَسموع.

ولكن هل هُناك أحَدٌ أَنكَر الأسماء؟

<<  <   >  >>