للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنَرجِع أوَّلًا إلى تَفسير مَن تَكلَّم به وهو الله؛ أي: إلى تَفسير القُرآن بالقُرآن؛ ثُم بعد هذا نَرجِع إلى:

ثانيًا: تَفسير القُرآن بالسُّنَّة؛ لأنَّ أَعلَمُ الناس بكلام الله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فنَرجِعُ إلى تَفْسيره، ولا نَقبَل تفسير غيره.

مِثال ذلك قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]، فقد فسَّرَها - صلى الله عليه وسلم - بأنَّها النظَر إلى وجه الله؛ فلو جاءَنا جاءٍ وقال: وزِيادة؛ أي: زِيادة في الحُسْن، قُلنا له: لا نَقبَل قولَك. وإن كانت الكلِمة من حيثُ مَعناها اللَّفْظى تَحتَمِل ما قلت لكنَّنا لا نَقبَل؛ لأن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فسَّرها بأنها النظَر إلى وجهِ الله، وهو أَعلَم الناس بمُراد ربِّه، فلا نَقبَل قوله.

ثالثًا: نَرجِع إلى تَفْسير الصحابة، يَعنِي: إذا لم نَجِد في القُرآن ولا في السُّنَّة، رجَعْنا إلى تَفسير الصحابة؛ لأن الصحابة أَعلَمُ النَّاس بمُراد الله ورسوله؛ حيث إنَّهم في عَصْر التَّنزيل، وشاهَدوا الأحوال والقرائِن الدالَّة على المُراد، ولا شَكَّ أن المُشاهِد للشيء ليس كالغائِب عنه؛ فالآنَ رُبَّما أَتكلَّم أنا بكلام، مُنفعِل فيه، وأَقول: أَتَفْعَلون كذا؟ ولمَ كَذا؟ وتَجِدونَني مُنفَعِلًا والذي يَسمَع كلامي ولم يُشاهِدْني يَظُنُّه كلامًا عادِيًّا، ولا يَعرِف؛ لأنه ليس عنده قَرينة.

ولهذا نَقول: الصحابة أَعلَمُ الناس بتَفسير كَلام الله ورسوله؛ لأنهم قد شاهَدوا الأحوال، وعرَفوا القَرائِن؛ فيُرجَع إلى تَفسيرهم.

مثال ذلك: قولُه تعالى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} [النساء: ١٢]، فهُنا فسَّر أبو بَكْر - رضي الله عنه - الكَلالة

<<  <   >  >>