للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو بَعيد مِنْك، وليس مَعنَى: أنتَ عِندي عَزيز. يَعنِي: قَريب، لا هذا عِنْدية وَصْف؛ أي: أن عِزَّتك عِندي قائِمة بي.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن ما يَكرَهه الله عزَّ وَجَلَّ فإن المُؤمِنين يَكرَهونه؛ لقوله: {وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا} وهذه عَلامة الإيمان، خُذْها قِياسًا ومِيزان عَدْل، متى رأيتَ من نَفْسك أنك تَكرَه ما يَكرَهه الله، وتُحِبُّ ما يُحِبُّه الله؛ فذلِك الإيمانُ دلَّ عليه هذه الآيةُ وغيرها من الآيات والأحاديث، ودلَّ عليه العَقْل أيضًا؛ لأن من كَمال المَحبَّة والإيمان أن تُحِبَّ ما يُحِبُّه مَن تُحِبُّ، وتَكرَه ما يَكرَهه.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: فضيلة الإيمان؛ حيث يَكون المُؤمِن دائِرًا مع الله عزَّ وَجَلَّ في مَحَبَّة ما يُحِبُّ وكَراهة ما يَكرَه.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: التَّحذير من الكِبْر وأنه سبَبٌ للطَّبع على القَلْب -والعِياذُ بالله-؛ لقوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ}.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: التَّحذير من الجَبَروت، وهو التَّعاظُم على الغَيْر، والشِّدَّة عليهم، وما أَشبَه ذلك؛ لقوله: {مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}.

إِذَنْ: في الآية التَّحذيرُ من الكِبْر والجَبَروت.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: الرَّدُّ على مَن قال: الكَمال أن تَتَّصِف بصِفات الكامِل؛ يَعنُون بذلك الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. ولا أَكمَلُ من الله، ونَقول: لا يُمكِن لإنسان أَنْ يُجارِيَ الله تعالى في أَوْصافه؛ فالتَكبُّر والجَبروت والتَّعالي والتَّعاظُم بالنِّسبة لله كَمال، وبالنِّسبة لنا نَقْص، نَقْص وعَيْب وسبَب للبَلاء؛ وبهذا بطَلَت هذه القاعِدةُ التي لا أساسَ لها من الصِّحَّة، حتى إنَّ بعضهم وضَع حديثًا قال: تَخلَّقوا بأخلاقِ الله. أَعوذُ بالله،

<<  <   >  >>