للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورةُ غافر

* * *

سورة غافِر هي مَكِّيَّة، وكل السّوَر المُبتَدَأَة بحروف الهِجاء مَكِّية إلَّا البقَرةَ وآلَ عِمران.

والمَكِّيُّ ما نزَل قبل الِهجرة، وما نزَل بعدها فهو مدَنيٌّ، هذا هو أَرجَحُ الأقوال حتى وإن نزَل بمكَّةَ.

قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} البَسْملة: آية من كِتاب الله عَزَّ وَجَلَّ مُستَقِلَّة، ليست من السّورة التي قبلَها، ولا من السورة التي بعدَها، ولكن يُؤتَى بها في ابتِداء السور، إلَّا سورة واحِدة وهي سورة بَراءة، فإنه لم يَرِد عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه جعَل فيها بَسْملة، ولهذا ترَكها الصحابة - رضي الله عنهم - بدون بَسمَلة؛ لعدَم ثُبوت ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.

وأمَّا ما قيل: إنها تُرِكَت بلا بَسمَلة؛ لأنها نزَلَت بالسيف؛ فإنه قول باطِل، ليس هذا هو السبَبَ، والسَّيْف إذا كان رحمة فإنه غَنيمة، ومعلوم أن السَّيْف على الكُفَّار رحمة، يُقصَد به إعلاء كلِمة الله عَزَّ وَجَلَّ.

ثُمَّ البَسمَلة جُمْلة ليس فيها فِعْل ولا اسم فاعِل، لكنها جارٌّ ومجَرور، ومُضاف، ومُضاف إليه، وصِفة ومَوْصوف.

الجارُّ: هو الباء، والمَجرور اسم، والمُضاف اسم، والمُضاف إليه لفظ الجَلالة، ومَوْصوف وهو الله، وصِفة وهو الرحمن الرحيم، فأين المُتعلَّق؛ لأنه لا بُدَّ لكل جارٍّ

<<  <   >  >>