فإن قال قائِلٌ: هل أَقوال الأنبياء والصالحِين في القُرآن هي بنَصِّها؟
فالجوابُ: ليسَتْ هي بلَفْظها، وإنَّما هي بالمَعنَى؛ ولهذا تَجِد العِبارات مخُتَلِفة ممَّا يَدُل على أنَّ الله تعالى يَنقُلها بالمعنى، وإن أَضافَها إليهم قولًا، لكن بالمَعنَى، ثُم هم لُغَتُهم غير عرَبية.
فهي بالمَعنَى لا شكَّ:
أوَّلًا: لأن لُغَة هؤلاءِ ليسَت لُغةً عرَبية.
وثانيًا: لو كان باللَّفْظ لكان كلام البَشَر مُعجِزًا؛ لأن الإعجاز يَحصُل بالآية والآيتَيْن والثلاثة، وهذا الرجُلُ المُؤمِن تَكلَّم في كم من آية، والله هو الذي صاغه بنَفْسه، فنقَله بالمَعنى.
مسألة: بعض الآيات التي يَحكِي فيها الله عز وجل أنَّ إنسانًا أو أحَدًا، مثل قول الله عَزَّ وَجَلَّ:{أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}[الكهف: ٣٤] فهَلْ يَقول الإنسان: قال الله تعالى حاكِيًا عن رجُلٍ، أو يَقول: قال الله تعالى. على مِثْل ما رَويت؟
فالجوابُ: الأحسَنُ أن يَقول: حاكيًا؛ لأنه قد يُوهِم أنَّ الضَّمير يَعود على الله.
وهذا يُوصِلنا إلى شيء: هل الحَديثُ القُدسيُّ هو كلام الله بلَفْظه أو مَعناه؟
الجواب: فيه خِلاف: منهم مَن يَقول: تَكلَّم الله به لفظًا. ومنهم مَن يَقول: تكلَّم به مَعنًى والصِّياغة من الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ومنهم مَن يَقول: قُل: قال الله. ولا تَقُل: لفظًا ولا مَعنًى. ما دُمْت في عافية فاسْلُك طريق العافِية.
لكن أحيانًا يُحرَج الإنسان، يَقول: أَعطِني الفَرْق بين الحديث القُدسيِّ والقُرآن،