للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالجوابُ: لا، هذه تَدخُل على رأْيِ المفَسِّر، أمَّا على القول الذي رجَّحنا فإنَّه مَعلوم أنه ليس لها مَعنًى، يَعنِي ممَّا يَدخُل تحت عِلْمنا أنه ليس لها مَعنى.

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [غافر: ٢].

قوله رَحِمَهُ اللهُ: [{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} القُرآن، مُبتَدَأ، يَعنِي: المُراد بالكِتاب هنا القُرآن، مع أنَّ الكِتاب اسم جِنْس يُحتَمَل أن تَكون فيه (أل) للجِنْس، فيَشمَل كل كِتاب، ولكن الظاهِر ما ذهَبَ إليه المفَسِّر، لأنَّ المَقصود بذلك تَقرير كون هذا القُرآنِ الذي نَزَل على المُكذِّبين من عند الله عَزَّ وَجَلَّ.

وقوله: [مُبتَدأٌ] يُريد قوله: {تَنْزِيلُ}؛ أي: أنَّها مُبتَدَأ، والمُبتَدَأ يَحتاج إلى خبَر، والخبَر قوله: {مِنَ اللَّهِ}؛ ولهذا قال المفَسِّر: [{مِنَ اللَّهِ} خبَرُه] تَنزيل الكِتاب من الله لا من غيره.

قال رَحِمَهُ اللَّهُ: [{الْعَزِيزِ} في مُلْكه {الْعَلِيمِ} بخَلْقه] العَزيز: ذو العِزَّة، وقد سبَق أن عِزَّة الله تَنقَسِم إلى ثلاثة أقسام:

١ - عِزَّة القَدْر.

٢ - وعِزَّة القَهْر.

٣ - وعِزَّة الامتِناع.

وهو كذلك في كل مَوضِع جاء فيه "العَزيز" فهذا هو مَعناه، أي: أنَّه ذو عِزَّة.

أمَّا عِزَّة القَدْر: فمعناها: أنه ذو شَرَف وسيادة.

وأمَّا عِزَّة القَهْر فمَعناها: أنه ذو غلَبة وسُلْطان.

وأمَّا عِزَّة الامتِناع: فمَعناه: أنه ذو امتِناع عن كل نَقْص وعَيْب.

<<  <   >  >>