للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قوله تعالى عن السَّحَرة آل فِرعونَ: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: ١٢١ - ١٢٢] فالعامَّة {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، والخاصة: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: وُجوب دُعاء الله تعالى، تُؤخَذ من قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}؛ لأنها تَتضَمَّن: لا تَدعوا غَيري.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الله تَكفَّل ووعَد الداعِيَ بأنه يُجاب؛ لقوله: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

فإن قال قائِلٌ: نَدعو كثيرًا ولا نرى إجابةً ونَعمَل كثيرًا، ولا نُحِسُّ بقَبول، فما الجَوابُ؟

الجوابُ أن نَقول: الأسباب لا تُؤثِّر إلَّا إذا وَجَدت مَحَلًّا قابِلًا، أَرَأَيْتم السِّكِّين إذا قَدَدْت بها اللَّحْم فإنه يَنقَطِع، وإذا قدَدْت بها الحَديد لا يَنقَطِع مع أنها في اللَّحْم بتَّارة، وفي الحَديد لا تَعمَل شيئًا، فالسبَب لا بُدَّ أن يَكون له مَحَلٌّ قابِل، وإلَّا فلا أثَرَ له.

ففي العِبادة يَعبُد الإنسان ربَّه ولا يَشعُر بقَبول؛ لوجود سبَب يَمنَع ذلك، إمَّا فواتُ شَرْط أو رُكْن أو واجِب، أو حُدوث مُفسِد، وإلَّا لو أنَّا أَقَمْنا العِباداتِ على ما طُلِب منا لوجَدْنا لها أثرًا، قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥] مَن مِنَّا يَشعُر إذا صلَّى بكَراهة الفَحشاء والمُنكَر؟ والصلاة تَنهَى عن الفَحْشاء، فلِماذا لا نَشعُر بهذا؟

الجواب: لأنَّنا مُقصِّرون.

ففي الدُّعاء دائِمًا نَدعو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولا نَرَى إجابة؛ فنَقول فيها كما قُلْنا

<<  <   >  >>